"إيران تقود المواجهة: تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل"

وكالة أسنا للأخبار ASNA – تشهد المنطقة المحيطة بلبنان تصاعدًا متسارعًا في التوترات بين إسرائيل وحزب الله، مدعومة بتهديدات متبادلة بين إيران وإسرائيل. الأحداث الأخيرة تعكس واقعًا متأزمًا، حيث تستمر المواجهات العسكرية والقصف المتبادل على الحدود الجنوبية للبنان بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل

في الأيام الأخيرة، تصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي على مناطق جنوب لبنان، بما في ذلك بلدات الهبارية وراشيا الفخار وعيتا الشعب، حيث تعرضت هذه المناطق لقصف مدفعي وغارات جوية مكثفة. هذا التصعيد جاء ردًا على إطلاق حزب الله عدة صواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية في الجليل الأعلى. الجيش الإسرائيلي أكد أن حوالي 115 صاروخًا أطلقها حزب الله من لبنان باتجاه إسرائيل، بعضها استهدف مناطق مثل مستعمرة كريات شمونة وقاعدة تسوريت العسكرية.

على الجانب الآخر، أكد حزب الله أن الهجمات الإسرائيلية استهدفت مناطق مدنية، واستخدمت أسلحة محرمة دوليًا مثل القنابل العنقودية في قصف منطقة بين بلدتي حانين والطيري. وتؤكد مصادر من حزب الله أن الاشتباكات استمرت بشكل متواصل، حيث حاولت قوات مشاة إسرائيلية التسلل إلى بلدة القوزح جنوبي لبنان، لكن القوات التابعة لحزب الله تصدت لها.

الموقف الإيراني

إيران كانت حاضرة بشكل واضح في هذا التصعيد من خلال تصريحات قادة الجيش الإيراني ووزير الخارجية الإيراني، الذين شددوا على أن إيران ستوظف كل إمكانياتها لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. قائد قوات الدفاع الجوي الإيراني أعلن أن إيران ترفض أي تصعيد أو حرب في المنطقة، لكنها لن تتردد في الدفاع عن مصالحها وشعبها. هذا الموقف يأتي في ظل تصاعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، حيث اتهمت إسرائيل إيران بتقديم دعم واسع لحزب الله وللفصائل الفلسطينية في غزة.

إسرائيل والتحركات العسكرية

إسرائيل، من جهتها، تواجه ضغوطًا كبيرة على جبهتين، الجنوب اللبناني وقطاع غزة. الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، طالبت بسحب قوات اليونيفيل من جنوب لبنان، مشيرة إلى أن بقاءها يعرض حياتهم وحياة الجنود الإسرائيليين للخطر بسبب سيطرة حزب الله على المناطق الجنوبية. يأتي ذلك بعد تصريحات لقادة الجيش الإسرائيلي بأن المعارك في جنوب لبنان أسفرت عن إصابة 25 عسكريًا إسرائيليًا منذ صباح اليوم.

إلى جانب ذلك، تواجه إسرائيل تحديات أخرى على المستوى الداخلي، حيث تم تسجيل عدة هجمات طعن في مناطق مثل بئر السبع، بينما دوت صفارات الإنذار في العديد من المدن والبلدات الإسرائيلية المحاذية للحدود اللبنانية والجليل الغربي.

الوضع في غزة

في غزة، واصلت إسرائيل قصفها العنيف على القطاع، حيث ارتكب الجيش الإسرائيلي أربع مجازر خلال 24 ساعة، أسفرت عن مقتل 52 شخصًا وإصابة 128 آخرين. وزارة الصحة في غزة أعلنت أن إجمالي عدد القتلى منذ بداية العدوان الإسرائيلي تجاوز 42,227 شهيدًا، مع إصابة أكثر من 98,464 آخرين.

ردود الفعل الدولية

على الصعيد الدولي، تسعى إيران ودول أخرى مثل العراق إلى تجنب تصعيد أكبر في المنطقة. وزير الخارجية الإيراني أكد أن إيران تبذل جهودًا هائلة لاحتواء حرب شاملة في المنطقة، بينما دعا إلى وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة. من جهته، حذر وزير الخارجية العراقي من توسيع رقعة الحرب، مؤكدًا رفض الحكومة العراقية استغلال أجوائها كجزء من فضاء الحرب، وداعيًا إلى إيجاد حلول سلمية للحفاظ على استقرار المنطقة.

التطورات الأخيرة تشير إلى أن المنطقة تقف على حافة تصعيد خطير بين إسرائيل وحزب الله، مع دور واضح لإيران في دعم حزب الله واستعدادها للتدخل في حال تصاعد الأمور. التوترات على الحدود الجنوبية للبنان، إلى جانب العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، تهدد بتوسيع رقعة النزاع ليشمل دولًا أخرى في المنطقة، مما قد يؤدي إلى نتائج كارثية على الصعيدين الأمني والإنساني.

Join Whatsapp