ايران تقصف اسرائيل

تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل: الحرس الثوري الإيراني يرد بقوة وواشنطن تؤكد دعمها لتل أبيب

وكالة أسنا للأخبار ASNA – شهد الصراع بين إيران وإسرائيل تصعيدًا غير مسبوق، حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني عن تنفيذ هجمات صاروخية على ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية في محيط تل أبيب، وذلك رداً على ما وصفه بـ”العدوان الإسرائيلي” الذي أسفر عن استشهاد عدد من قادة المقاومة، من بينهم إسماعيل هنية وحسن نصر الله. وفي بيان شديد اللهجة، أكد الحرس الثوري أن هذه الضربة هي جزء من عملية “الوعد الصادق 2″، مشيراً إلى أن 90% من الصواريخ التي تم إطلاقها أصابت أهدافها بنجاح، بينما توعد برد أشد إذا ما قامت إسرائيل بأي رد عسكري.

تفاصيل الهجوم الإيراني

وفقًا لما أعلنه التلفزيون الإيراني، فقد تم استهداف قاعدة نفاتيم الجوية وقاعدة حتسريم وقاعدة تل نوف، التي تلعب دورًا محوريًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية. كما أكد الحرس الثوري استخدام صواريخ فرط صوتية من طراز “فتاح” في هذه العملية، ما يعكس حجم الاستعداد الإيراني لأي مواجهة مستقبلية.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الجانب الإسرائيلي وواشنطن قللوا من تأثير الهجوم. حيث صرّح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان بأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية بالتعاون مع الولايات المتحدة كانت فعالة في اعتراض معظم الصواريخ، مؤكداً أن الهجوم الإيراني لم يحقق الأهداف المرجوة.

ردود الأفعال الدولية والإقليمية

في إسرائيل، تم عقد اجتماع طارئ للكابينيت الإسرائيلي في مخبأ بالقدس، وذلك لأول مرة منذ بداية الحرب، وسط تأكيدات من وزير الدفاع الإسرائيلي بضرورة دراسة كيفية الرد على هذا التصعيد الخطير. في المقابل، دعا الرئيس الإيراني المجتمع الدولي إلى عدم التدخل في أي مواجهة مع إيران، مؤكدًا أن طهران لا تسعى للحرب ولكنها مستعدة للدفاع عن مصالحها. كما أشار إلى أن الهجوم الإيراني كان “دفاعًا مشروعًا” على ما وصفه بالاعتداءات الإسرائيلية.

على الصعيد الدولي، دعت فرنسا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الوضع في الشرق الأوسط، في حين أكدت الولايات المتحدة على لسان البنتاغون دعمها الكامل لإسرائيل، مشددة على ضرورة أن تتوقف إيران عن هجماتها وهجمات وكلائها في المنطقة. كما أطلقت البحرية الأمريكية عدة صواريخ اعتراضية لإسقاط الصواريخ الإيرانية المتجهة نحو إسرائيل.

تداعيات اقتصادية وإنسانية

بالتوازي مع التصعيد العسكري، شهدت إيران تدفقًا هائلًا من المواطنين على محطات الوقود خوفًا من رد إسرائيلي قد يستهدف البنية التحتية الحيوية. وأغلقت العراق أجواءها الجوية لحماية الملاحة، بينما أعلنت شركة الكهرباء الإسرائيلية عن أعطال جزئية في شبكتي الكهرباء في بئر السبع والقدس نتيجة سقوط الصواريخ.

من جانب آخر، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها على سلامة رعاياها في المنطقة، حيث صرحت الخارجية الأمريكية بأن نحو 6000 أمريكي في لبنان يتواصلون معها للمغادرة، في ظل احتمال تصاعد الصراع إلى مواجهة إقليمية أوسع.

ردود المقاومة الفلسطينية

أشاد المتحدث العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة بالرد الإيراني، معتبرًا أنه يوم استثنائي في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تعرضت تل أبيب لضربات من عدة جبهات، بما في ذلك اليمن ولبنان وفلسطين. ودعا “أحرار الأمة” إلى المشاركة في معركة تحرير فلسطين، مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن يمر دون عقاب.

التصعيد الحالي بين إيران وإسرائيل يضع المنطقة على حافة مواجهة أوسع، حيث تبادلت الأطراف التحذيرات والتهديدات. وبينما تتجه الأنظار إلى الرد الإسرائيلي المتوقع، فإن المشهد يزداد تعقيدًا مع تدخل الولايات المتحدة ودعوات المجتمع الدولي لاحتواء الأزمة. ومع ذلك، يبقى السؤال: إلى أين ستتجه الأمور في ظل التوترات المستمرة؟

Join Whatsapp