في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بين إيران وإسرائيل، برز مجددًا اسم نجل شاه إيران المخلوع، رضا بهلوي، على الساحة السياسية العالمية. مع تصاعد المخاوف من حرب إقليمية جديدة، استغل بهلوي هذه اللحظة الحساسة للدعوة إلى تغيير النظام في إيران، محملاً النظام الحاكم مسؤولية الفوضى والصراعات المستمرة في المنطقة.
في تصريح له على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، ألقى بهلوي خطابًا عاطفيًا سلط فيه الضوء على أهمية تحقيق السلام في الشرق الأوسط، معتبرًا أن النظام الإيراني الحالي، بقيادة علي خامنئي، يقف كعقبة رئيسية أمام الاستقرار في المنطقة. يقول بهلوي: “بلدي قد احتُجز كرهينة منذ 45 عامًا على يد نظام متطرف يسعى ليس فقط لإبقاء شعبي مكبلًا بالقيود، ولكن أيضًا لتصدير ثورته إلى بلدانكم وشعوبكم”. وأكد أن الحرب ليست حرب الشعب الإيراني، بل حرب خامنئي ونظامه، مشددًا على أن الإيرانيين ليسوا أعداءً لجيرانهم في المنطقة.
في هذه التصريحات، يحمل بهلوي النظام الإيراني مسؤولية مقتل مئات الآلاف من الإيرانيين والعرب والإسرائيليين، مسلمين ومسيحيين ويهود، مؤكدًا أن النظام ساهم في إشعال الحروب الطائفية في سوريا، العراق، لبنان، واليمن، وساهم في الهجمات الإرهابية مثل الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر.
يدعو بهلوي في خطابه إلى إنهاء حكم خامنئي والنظام الإيراني الذي وصفه بأنه “عدو لكل الشعوب التي تسعى للسلام في منطقتنا”. وأوضح أن الإيرانيين الوطنيين، داخل وخارج البلاد، جاهزون لخدمة وطنهم وتحقيق السلام مع دول المنطقة. وأكد أنه تلقى دعوات من الإيرانيين ليقود عملية الانتقال السلمي نحو الديمقراطية.
تصريحات بهلوي تأتي في وقت حساس للغاية، حيث ترتفع التوترات في المنطقة، وتتحرك إيران وإسرائيل على نحو متزايد باتجاه صدام عسكري محتمل. ويبدو أن بهلوي يحاول استغلال هذه اللحظة لتقديم نفسه كبديل سياسي شرعي للنظام الحاكم، مع التركيز على استعادة إيران لمكانتها في المجتمع الدولي وإعادة السلام والاستقرار إلى الشرق الأوسط.
إذا تمكن بهلوي من حشد دعم واسع داخليًا وخارجيًا، فقد يكون لهذا التحرك تأثير كبير على مستقبل إيران والمنطقة. إلا أن مسار التغيير السياسي في إيران يبقى محفوفًا بالتحديات، مع استمرار النظام الحالي في إحكام قبضته على السلطة، وتفاقم الوضع الاقتصادي والسياسي في البلاد.