أثار رفع الطلاب الفلسطينيين أعلام فلسطين في الداخل المحتل في جامعات إسرائيلية قلق أوساط في حكومة الاحتلال، باعتبار ذلك بثا من جديد للروح الوطنية والقومية لدى الطلاب، وفشلا لمخططات الأسرلة والتهويد طيلة أكثر من سبعة عقود.
وصل الأمر إلى تعرض البروفيسور دانيال حاييموفيتش رئيس جامعة بن غوريون في النقب لحملة إسرائيلية معادية بزعم سماحه للطلاب برفع أعلام فلسطين في ساحة الجامعة خلال إحيائهم ذكرى النكبة، وهو ما تكرر أيضا في جامعة تل أبيب، حتى أن شاشا بيتون وزيرة التعليم الإسرائيلية اتصلت برئيس الجامعة، وأخبرته أن “الصور غير مقبولة”، فيما كتب رئيس بلدية بئر السبع روبيك دانيلوفيتش إلى رئيس الجامعة أنه يشعر بـ”الصدمة والعار” أمام رفع الطلاب للعلم الفلسطيني بكل فخر، وترديد أغاني المديح لأعداء إسرائيل، وإعلان رغبتهم الكاملة بتدميرها.
لم تتوقف العاصفة الإسرائيلية على إرسال رسائل الرفض والاستنكار الإسرائيلية بعد رفع الأعلام الفلسطينية، بل إن وزير المالية أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب “يسرائيل بيتنا” يفحص إمكانية رفض إقرار وصرف الميزانية التي تقدمت بها جامعة بن غوريون عقب رفع الأعلام الفلسطينية في رحابها خلال مظاهرة نظمها الطلاب الفلسطينيون بمناسبة “يوم النكبة”، بزعم أن هذه المظاهرة تخللتها شعارات وهتافات تنكر وجود إسرائيل كدولة يهودية، وكلمات دعم للعمليات المسلحة، واستمرار الصراع.
وقد طلب ليبرمان من طواقم وزارته فحص ما إذا كان القانون الإسرائيلي قد تم انتهاكه من خلال هذه الفعاليات الطلابية، وإمكانية ممارسة سلطته لتقليص المبالغ المحولة إلى هذه المؤسسة الأكاديمية، بزعم أن الطلاب الفلسطينيين الذين أحيوا يوم النكبة كمن نفذوا “كارثة” داخل الجامعة، لأنهم يحيون مناسبة ترحيل مئات الآلاف من الفلسطينيين اللاجئين في ذات اليوم الذي يحيي فيه اليهود إقامة دولة إسرائيل من خلال ما تسمى حرب الاستقلال.
أوساط وزارة المالية تحاول تبرير خطوة تقليص ميزانية الجامعة بالادعاء أن تلك المظاهرات شهدت تحريضا على العنصرية والعنف، ودعم النضال المسلح ضد الدولة، وانتهاك القانون، مما قد يشرعن أي خطوة عقابية ضد الجامعة في المستقبل.
وقد سبق لوزير المخابرات السابق يسرائيل كاتس ووزير التعليم يوآف غالانت أن وجها تهديدات سافرة إلى فلسطينيي48 عقب رفع الطلاب أعلام فلسطين في ساحات الجامعات الإسرائيلية، بزعم أنها ظواهر معادية لدولة الاحتلال، وتعمل على بث قيم المقاومة المسلحة ضدها.