إيران وسقوط نظام الأسد: نهاية تحالف استراتيجي

علاقة إيران بنظام بشار الأسد حتى سقوط النظام

شهدت العلاقة بين إيران ونظام بشار الأسد تحولًا تاريخيًا مع سقوط النظام في سوريا. بدأت هذه العلاقة كتحالف استراتيجي يهدف إلى دعم “محور المقاومة” ومواجهة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة، لكنها انتهت بموقف بدا وكأنه تخلي إيران عن حليفها الأهم في العالم العربي.

  1. الدعم الإيراني لنظام الأسد

على مدى العقود الأربعة الماضية، لعبت إيران دورًا رئيسيًا في دعم النظام السوري، حيث قدمت له المساعدات العسكرية، الاقتصادية، والسياسية، خاصة خلال الحرب الأهلية السورية التي اندلعت في عام 2011.

عسكريًا: دعمت إيران النظام السوري بالميليشيات الموالية مثل حزب الله، والميليشيات العراقية والأفغانية، بالإضافة إلى الحرس الثوري الإيراني.

اقتصاديًا: ساهمت إيران في توفير قروض كبيرة للنظام السوري وضمان إمدادات الطاقة.

سياسيًا: دعمت إيران الأسد على الساحة الدولية بوصفه حليفًا حيويًا ضمن محور المقاومة.

  1. التغير في الموقف الإيراني

مع تطور الأحداث وسقوط النظام السوري في ديسمبر 2024، بدا أن إيران تخلت عن دعم الأسد. وفقًا لتقارير صحفية، وصفت مذكرة داخلية للحرس الثوري الإيراني الوضع في سوريا بأنه “لا يُصدق وغريب”، مشيرة إلى أن إيران قد “قبلت بسقوط الأسد وفقدت إرادة المقاومة”.

تغيرت اللهجة الإعلامية الإيرانية تجاه المعارضة السورية، حيث وصفتهم بـ”الجماعات المسلحة” بدلاً من “الإرهابيين”.

اعترفت إيران بالتهديد الذي يواجه “محور المقاومة” نتيجة لفقدان حليف استراتيجي مثل سوريا.

  1. الأسباب وراء التغير الإيراني

تواجه إيران تحديات إقليمية ودولية أثرت على موقفها من نظام الأسد:

التورط الإقليمي المكلف: الدعم المفرط للنظام السوري أدى إلى استنزاف الموارد الإيرانية.

ضعف المحور الإقليمي: الهزائم العسكرية لحلفاء إيران مثل حزب الله والميليشيات العراقية.

الضغوط الدولية: تصاعد الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا.

  1. ردود الفعل الإقليمية والدولية

تركيا: دعت إلى تشكيل إدارة سورية جديدة شاملة، محذرة من تعاون المعارضة مع الجماعات الكردية المسلحة.

دول الخليج: أعلنت السعودية وقطر دعمها للشعب السوري، مع تأكيد أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

الأردن: شدد الملك عبد الله على تجنب الفوضى وحماية أمن الحدود الشمالية لبلاده.

الولايات المتحدة وأوروبا: رحب القادة الغربيون بسقوط النظام، مطالبين بحماية الأقليات وبدء عملية سياسية شاملة.

  1. تداعيات سقوط النظام على إيران

إضعاف المحور الإيراني: فقدت إيران نقطة ارتكاز رئيسية في المنطقة، مما أثر على دورها في الشرق الأوسط.

إعادة ترتيب الأوراق: ستحتاج إيران إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الإقليمية في ظل غياب الحليف السوري.

تهديد المصالح الاستراتيجية: تعطل مسار إمداد حزب الله بالأسلحة عبر سوريا.

  1. المستقبل بعد سقوط النظام

من المتوقع أن تواجه إيران صعوبات كبيرة في الحفاظ على نفوذها داخل سوريا.

سيعتمد النفوذ الإيراني على قدرتها على التعامل مع المعارضة السورية والحكومات الجديدة التي ستظهر بعد سقوط الأسد.

توضح هذه التحولات أن العلاقة بين إيران ونظام الأسد كانت محورية في استراتيجيات إيران الإقليمية، ولكنها انتهت في ظل تغييرات دراماتيكية أجبرتها على التكيف مع واقع جديد في سوريا والمنطقة.

Join Whatsapp