وكالة أسنا للأخبار ASNA – في غضون أيام قليلة، شهدت سوريا تطورات سريعة ودراماتيكية لم يكن من المتوقع لها، حيث تم إسقاط حكم الرئيس بشار الأسد بعد 13 عامًا من الصراع الداخلي. في الأسبوع الأخير من نوفمبر 2024، بدأت المعارضة السورية المسلحة، بقيادة “هيئة تحرير الشام”، عملية عسكرية مكثفة تهدف إلى إسقاط النظام السوري. استمرت هذه العملية بتقدم مذهل وبلغت ذروتها مع دخول المعارضة إلى مدينة دمشق وإعلانها تحريرها من سيطرة الأسد في السابع من ديسمبر.
وفي سياق هذه الأحداث المتسارعة، أعلنت روسيا، الحليف التقليدي للأسد، أنه قد تنحى عن منصبه كرئيس وغادر سوريا. تقارير متعددة تشير إلى أن الأسد قد هرب إلى روسيا، حيث أفادت وكالات أنباء روسية أنه وصل إلى موسكو مع عائلته وأن روسيا منحتهم حق اللجوء. هذا الانهيار السريع للنظام جاء في خضم انشغال روسيا بحرب أوكرانيا، مما خفض من قدرتها على دعم الأسد بنفس القوة التي كانت تفعلها سابقًا.
بالإضافة إلى ذلك، تزامنت هذه الأحداث مع تصعيدات عسكرية في الجبهات الأخرى، حيث شهدت مدينة حلب والمناطق المحيطة بها، وأجزاء من محافظة حماة، سقوطًا سريعًا للقوات النظامية. وقد أدى هذا التقدم السريع للمعارضة إلى تراجع ملحوظ في القوات الإيرانية في البلاد، حيث بدأت في إجلاء قادتها وعائلاتهم خشية من الحصار الوشيك.
من ناحية أخرى، أعلن ائتلاف المعارضة السورية عن تشكيل هيئة حكم انتقالية تضم كافة المكونات السورية، محاولين تجنب أي انتقام طائفي أو عرقي. هذه الخطوة تعكس تحولًا كبيرًا في الديناميات السياسية داخل سوريا، حيث يبدو أن الأمل يعود إلى البلاد لإعادة بناء الدولة على أسس جديدة بعيدًا عن الحكم العسكري.
كما أن هذه التطورات تثير أسئلة حول المستقبل الجيوسياسي للمنطقة، حيث أن سوريا تمثل جزءًا حيويًا من نفوذ إيران وروسيا في الشرق الأوسط. الانسحاب الروسي من الدعم المباشر للأسد وهروبه إلى روسيا قد يعني تغييرًا في موازين القوى في المنطقة، وبالتالي تأثيرًا على السياسات الإقليمية والعلاقات الدولية التي تشكلت حول الحرب السورية.
بمجرد تسوية الوضع السياسي في سوريا، من المتوقع أن يكون هناك تحديات كبيرة في البناء والترميم، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي، بالإضافة إلى عودة اللاجئين ومعالجة مشاكل الهوية والمصالحة الوطنية.