الدفاع المدني السوري يطلق عملية بحث في سجن صيدنايا عن أقبية سرية ومعتقلين مختفين

عملية إنسانية جريئة: الدفاع المدني السوري يبحث عن مختفين في سجن صيدنايا

في خطوة تعكس التزاماً إنسانياً ومسؤولية تاريخية، بدأ الدفاع المدني السوري عملية معقدة للبحث عن أقبية سرية داخل سجن صيدنايا، المعروف بأنه رمز للقمع في سوريا، حيث تشير شهادات ناجين إلى احتمال وجود مختفين قسرياً داخله.

رسالة إلى أهالي المعتقلين

وجه رائد الصالح، مدير الدفاع المدني السوري، رسالة للأهالي، قال فيها:
“إلى ذوي المعتقلين والمختفين قسرياً في سجون نظام الأسد البائد، أقدر ظروفكم الصعبة ولهفتكم لسماع خبر مفرح عن أحبابكم. لكن أرجوكم، قدومكم إلى سجن صيدنايا غير مجدٍ ويصعّب علينا المهمة. فرقنا المختصة تعمل بجدية للبحث عن أي بوابات سرية أو أقبية، ويرافقهم دليلان يعرفان تفاصيل السجن جيداً. وفي حال العثور على معتقلين سنبلغكم فوراً”.

وأضاف الصالح أن الفرق ستبذل قصارى جهدها لتحقيق نتائج ملموسة، متمنياً الفرج لجميع المعتقلين والمختفين قسرياً.

فرق طوارئ متخصصة

يتضمن الفريق خمسة فرق مختصة:

فريق بحث وإنقاذ: لتحديد المواقع والتحرك في الأماكن المعقدة.

فريق لنقب الجدران: لاكتشاف وإزالة أي حواجز تحول دون الوصول إلى الأقبية.

فريق لفتح الأبواب الحديدية: للتعامل مع البوابات التي تتطلب تقنيات خاصة.

فريق كلاب مدربة: لتعقب الروائح وتحديد مواقع محتملة للأقبية أو المعتقلين.

فريق إسعاف: مجهز للتعامل مع أي حالات طبية طارئة.

وأكدت الفرق أنها مدربة جيداً وقادرة على التعامل مع الحالات المعقدة في ظل الظروف الأمنية الصعبة.

تحديات أمنية ولوجستية

بدأ فريقان العمل داخل السجن تحت إشراف دليلين مطلعين على تفاصيل المبنى، بينما تأخر وصول الفرق الأخرى بسبب الأوضاع الأمنية على الطرقات والازدحام الشديد.

أهمية العملية

سجن صيدنايا، الذي يُعتبر أحد أسوأ السجون في العالم، كان شاهداً على فظائع متعددة خلال عقود من حكم النظام السوري، بما في ذلك الإعدامات الجماعية والتعذيب الممنهج. عملية البحث الحالية تمثل أملاً جديداً للمعتقلين وذويهم، وتعيد تسليط الضوء على ملف المختفين قسرياً الذي يُعد أحد أبرز القضايا الحقوقية العالقة في سوريا.

أمل ورجاء

بين التحديات الأمنية والتعقيدات الفنية، تمثل هذه العملية بارقة أمل في كشف مصير المئات وربما الآلاف من المختفين قسرياً داخل هذا السجن، وتعيد التأكيد على أهمية العمل الإنساني في مساعدة الضحايا والبحث عن العدالة.

مع استمرار فرق الدفاع المدني السوري في مهمتها، يبقى الأمل معقوداً على أن تُحقق هذه الجهود الإنسانية هدفها المنشود، وتفتح باباً جديداً نحو الحقيقة والعدالة.

Join Whatsapp