دمشق – تتوالى المعلومات حول مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، لونا الشبل، بعد تعرضها يوم الثلاثاء لحادث سير أدى إلى إدخالها المستشفى في حالة حرجة.
وفقًا لتقارير سورية، تعود السيارة التي تعرضت للحادث إلى زوجها، وكانت الشبل وزوجها يخططان للسفر إلى سوتشي، ولكن جرى توقيف الزوج أثناء سفره الأسبوع الماضي. وأوضحت التقارير أن الزوج كان عضوًا سابقًا في قيادة حزب البعث، كما تم توقيف شقيق لونا الشبل في دمشق قبل أسبوع.
كشفت الرئاسة السورية في بيان لوكالة الأنباء السورية “سانا” تفاصيل الوضع الصحي للمستشارة الشبل، مشيرة إلى أنها تعرضت لحادث سير على أحد الطرق المؤدية لمدينة دمشق عصر الثلاثاء، مما أدى إلى انحراف السيارة وخروجها عن المسار.
وذكر البيان أن الحادث أدى إلى إصابة الشبل بجروح خطيرة، نقلت على إثرها إلى أحد مستشفيات دمشق، حيث تبين حدوث نزيف في الرأس مما استدعى إدخالها إلى العناية المركزة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان نقل الشبل إلى المستشفى الشامي في دمشق، واصفًا حالتها بالخطيرة. وأفادت مصادر المرصد أن سيارة اصطدمت بسيارة الشبل مما أدى إلى خروجها عن المسار، واعتقلت قوات النظام السائق واقتادته إلى مركز أمني للتحقيق.
ولدت لونا الشبل في السويداء عام 1975، وحصلت على ماجستير في الصحافة والإعلام. عملت في التلفزيون السوري ثم في قناة الجزيرة حتى عام 2010. ظهرت الشبل كعضو في الوفد الممثل للحكومة السورية في مؤتمر جنيف 2 في يناير 2014، وفي نوفمبر 2020 عينها الرئيس بشار الأسد مستشارة خاصة في رئاسة الجمهورية.
يذكر أن الشبل هي إحدى الشخصيات التي فرضت عليها الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات متصلة بسوريا، وهي كانت متزوجة من الإعلامي اللبناني سامي كليب قبل أن تتزوج من عمار ساعاتي، رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا وعضو مجلس الشعب.
لونا الشبل ليست اسمًا عاديًا، بل تُعد أحد أركان الدائرة المحيطة ببشار الأسد، سواء على المستوى الإعلامي أو السياسي. على مدى سنوات الحرب في سوريا، حصلت على صلاحيات واسعة تضاهي تلك التي ترتبط بزوجة الرئيس.
وكالة “سانا” أكدت تعرض الشبل لحادث سير على أحد الطرق المؤدية لدمشق، مما أدى إلى انحراف السيارة وخروجها عن المسار. فيما أفادت تقارير إعلامية محلية أن الحادث كان مدبرًا بهدف تصفيتها.
يقول الصحفي أنس أزرق إن الشبل لا تزال في المشفى، وإن سلطات النظام منعت زوجها من نقلها إلى بيروت. وأضاف أن الشبل تعرضت لنزيف دماغي وكسور في الجمجمة والرقبة. وأشار إلى أن شقيقها العميد ملهم الشبل موقوف بتهمة التخابر الخارجي.
صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية أشارت إلى دور الشبل في صياغة الصورة العامة لنظام الأسد باعتبارها المسؤول الصحفي الحكومي الأرفع شأنًا، حيث شوهدت في اجتماعات متعددة مع الأسد وظهرت في لقاءات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسكرتيره الصحفي.
كانت الشبل داعمة قوية لروسيا، حيث أيدت الحرب الروسية ضد أوكرانيا وأشارت إلى الدور الإيراني في دعم الدولة السورية.
تخضع لونا الشبل لعقوبات أميركية وبريطانية منذ سنوات، ووصفها الصحفي السوري كنان وقاف بأنها لعبت دورًا إعلاميًا قويًا في بداية الأزمة السورية، مشيرًا إلى خبرتها الإعلامية وقدرتها على مخاطبة الحاضنة الشعبية للنظام.
فيما لم يكشف النظام السوري حتى الآن أية تفاصيل أخرى عن حالة الشبل، وتبقى المعلومات حول الحادث وتداعياته محط أنظار الإعلام والمراقبين.