سقوط الأسد: تداعيات إقليمية واستراتيجيات أمريكية جديدة
شهد سقوط نظام بشار الأسد تحولًا محوريًا في منطقة الشرق الأوسط، ما أدى إلى إعادة رسم الأولويات الإقليمية والدولية، خاصة بالنسبة للولايات المتحدة. فقد وصف مسؤول أمريكي رفيع المستوى الحدث بـ”التاريخي”، معتبرًا أنه لحظة لتحقيق العدالة للشعب السوري وضحايا النظام. وأكد أن مستقبل سوريا يجب أن يحدده السوريون أنفسهم عبر انتقال سياسي يشمل هيكل حكم مؤقت بعيدًا عن نظام الأسد.
السياسة الأمريكية الجديدة في سوريا
تعمل الإدارة الأمريكية على تخفيف التصعيد ومنع فتح جبهات قتال جديدة في سوريا. وتركز الاستراتيجية الحالية على:
دعم التحول السياسي في سوريا.
استمرار القوات الأمريكية في مواقعها لمواجهة تنظيم الدولة.
التعامل مع هيئة تحرير الشام بحذر بناءً على مصالح أمريكية محددة.
السعي لمحاسبة الأسد على جرائمه عبر القنوات الدولية المناسبة.
انعكاسات السقوط على إيران وإسرائيل
تشير التصريحات إلى تغيرات جوهرية في التوازن الإقليمي. فمن جهة، تضعف إيران بفعل هجمات إسرائيلية متكررة على مخزوناتها من الأسلحة وقدرتها على إنتاج الصواريخ. ومن جهة أخرى، تستغل إسرائيل الفرصة لتعزيز ضرباتها العسكرية، حيث قصفت مؤخرًا 100 هدف في سوريا، معظمها مستودعات أسلحة.
فرصة لتسويات أوسع
مع التطورات السورية، تُفتح أبواب جديدة لتسويات في قضايا إقليمية أخرى، أبرزها غزة. يُتوقع أن يقوم عدد من المسؤولين الأمريكيين بزيارة المنطقة قريبًا لتعزيز فرص السلام، في ظل وصف المعارضة السورية الحالية بأنها “واعدة” من وجهة نظر المسؤولين الأمريكيين.
تظهر هذه التحولات أن الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة، حيث باتت القوى الكبرى تعمل على إعادة ترتيب أولوياتها وتوسيع نفوذها في ظل غياب نظام الأسد الذي كان حجر زاوية في المشهد الإقليمي لعقود.