تصاعد التوتر في الشرق الأوسط: قطر وإيران تدعوان للسلام وإسرائيل تستعد لرد قاسٍ
وكالة أسنا للأخبار ASNA – تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا غير مسبوق في الأحداث السياسية والعسكرية، وسط تبادل التصريحات والتحركات العسكرية بين الأطراف المتصارعة. في زيارة للرئيس الإيراني إلى قطر، أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن تعزيز العلاقات بين البلدين يأتي في إطار مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة، لا سيما العدوان على غزة والتصعيد الأخير على لبنان. أكد الأمير أن قطر ماضية في جهودها لوقف الحرب في غزة، داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لإيقاف عدوانها.
من جانبه، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن التعاون بين قطر وإيران أساسي في مواجهة التحديات الإقليمية، مشيرًا إلى أن إيران لا تسعى للحرب بل للسلام، لكنها مستعدة للرد إذا تعرضت لأي هجوم. وأوضح أن استهداف إسرائيل للقيادي الفلسطيني الشهيد إسماعيل هنية في طهران كان السبب الرئيسي في التصعيد الحالي، وأكد أن إيران سترد بقوة أكبر في حال استمر العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة.
تتزامن هذه التصريحات مع تصاعد الاشتباكات العسكرية في المنطقة. حيث أفادت قناة الجزيرة بإطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في الجليل، مما دفع صفارات الإنذار إلى الدوي في مناطق عدة شمالي إسرائيل. في المقابل، قامت القوات الإسرائيلية بتنفيذ غارات على مواقع في جنوب لبنان، معلنة عن إصابات في صفوف حزب الله إثر هجمات متبادلة.
تواجه إسرائيل ضغوطًا دولية بشأن طبيعة ردها على الهجمات الإيرانية. وقد نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر سياسية وأمنية أن الرد على إيران سيكون قاسيًا لكنه لن يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة. من جهة أخرى، أكدت إدارة بايدن أنها تتواصل بشكل مكثف مع تل أبيب للحد من حجم الرد، محذرة من تفاقم الصراع في المنطقة، وخصوصًا مع اقتراب الانتخابات الأمريكية.
في غضون ذلك، أعلنت المقاومة اللبنانية أنها قصفت تجمعات للقوات الإسرائيلية في عدة مواقع، محققة إصابات مباشرة، فيما أكد الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 220 صاروخًا قد أُطلق من لبنان منذ صباح اليوم، مما أدى إلى اندلاع حرائق وانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق.
وسط هذه التطورات، دعت دول مجلس التعاون الخليجي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان، مع التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية كحل أساسي للسلام في المنطقة.
في ضوء هذه الأحداث المتسارعة، يبدو أن الشرق الأوسط يقف على حافة صراع إقليمي قد تكون له تداعيات واسعة النطاق، بينما تستمر الجهود الدولية والإقليمية في محاولة تهدئة الأوضاع ومنع انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة.