تصعيد متبادل بين أنصار الله والولايات المتحدة: معركة النفوذ والضغط السياسي في اليمن والبحر الأحمر
شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا عسكريًا خطيرًا بين الولايات المتحدة وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، حيث شنت القوات الأمريكية غارات مكثفة على مواقع تابعة للجماعة في اليمن، ردًا على هجمات متكررة استهدفت السفن الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر، بما في ذلك محاولات استهداف حاملة الطائرات “هاري ترومان”.
الأهداف والدوافع وراء التصعيد
أكد زعيم أنصار الله أن التصعيد الأمريكي يأتي في سياق محاولة إضعاف قدرة الجماعة على الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الحصار الإسرائيلي على غزة. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تتصرف كحليف مباشر لإسرائيل، وتسعى لفرض أجندتها على المنطقة عبر القوة العسكرية.
من جهتها، صرحت القيادة الوسطى الأمريكية أن قواتها “تواصل عملياتها” ضد الحوثيين، مؤكدة أن السفن الأمريكية اعترضت عشرات الطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقتها الجماعة خلال الساعات الماضية.
تصعيد بحري وحصار للملاحة الإسرائيلية
في خطوة تصعيدية أخرى، أعلن الحوثيون استمرارهم في فرض حظر على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، مؤكدين أن هذا الإجراء يهدف إلى الضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن غزة. وهدد زعيم الجماعة بأن الحظر قد يمتد ليشمل السفن الأمريكية إذا استمر “العدوان” على اليمن.
تداعيات سياسية وعسكرية
التطورات الأخيرة تشير إلى احتمال اتساع نطاق المواجهة في المنطقة، خاصة مع ازدياد الضربات الأمريكية وتأكيد الحوثيين على أنهم مستمرون في الرد بالقصف الصاروخي والطائرات المسيّرة. من جهة أخرى، تراقب الأمم المتحدة هذه التطورات بقلق، داعيةً جميع الأطراف إلى ضبط النفس لتجنب انفجار الوضع بشكل أوسع.
ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
يبقى السؤال المطروح: هل ستؤدي هذه الضربات إلى احتواء الحوثيين وردع هجماتهم، أم أن الجماعة ستواصل التصعيد وتستهدف المزيد من المصالح الأمريكية والإسرائيلية؟ في ظل غياب الحلول السياسية، يبدو أن التصعيد العسكري سيظل سيد الموقف في المستقبل القريب.