ارتفعت حصيلة حادثة تسرب غاز سام إثر سقوط صهريج في ميناء العقبة في جنوب الأردن، مساء اليوم، الإثنين، إلى عشر وفيات وأكثر من 251 جريحا، حسبما أفاد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام.
وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، امر السرطاوي، إنه “أثناء الأعمال اليومية في ميناء العقبة اليوم الإثنين، وقعت حادثة سقوط لصهريج معبأ بمادة غازية سامة أثناء نقله ما أدى إلى تسرب الغاز في الموقع”.
وأضاف، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، أنه “جرى على الفور عزل المنطقة وباشر المختصون التعامل مع الحادثة، فيما قام الدفاع المدني بنقل عدد من الإصابات للمستشفى وجميعهم قيد العلاج”.
وأكد الأمن العام في الأردن أن تسرب الغاز السام أسفر عن 10 وفيات و251 إصابة حتى هذه اللحظة. وشدد على أن “هنالك عددا من الإصابات ما زالت تتلقى العلاج في المستشفيات”.
وتم نقل المصابين إلى مستشفيين حكوميين ومستشفى خاص ورابع ميداني. كما وصلت طائرتي سلاح جو إلى العقبة لإجلاء بعض المصابين وكذلك انطلقت أربع طائرات إخلاء طبي من مطار ماركا العسكري في عمان باتجاه العقبة.
وأعلنت القوات المسلحة الأردنية تحريك 4 طائرات من مطار ماركا العسكري باتجاه العقبة لإجلاء المصابين، وأوضحت أن الجيش يدفع بوحدة من مجموعة الإسناد الكيماوي لاتخاذ الإجراءات الخاصة بتطهير موقع حادث تسرب الغاز في ميناء العقبة.
فيما أفادت وكالة الأنباء الأردنية بتجهيز طواقم طبية مع سيارات إسعاف في مطار العقبة ومطار ماركا لنقل الإصابات. وأضافت الوكالة أنه تم “إرسال فرق طبية من الخدمات الطبية الملكية إلى العقبة”، كما جرى “تجهيز مستشفى الأمير هاشم والمستشفى الميداني في العقبة لاستقبال الإصابات”، بالإضافة إلى تجهيز مستشفى الميداني في الزرقاء.
وبحسب مصادر رسمية أردنية، فإن الصهريج المحمل بالغاز السام سقط من باخرة وتم إخلاء الشاطئ الجنوبي للعقبة. ورجحت تقارير أولية أن يكون تسرب الغاز وقع نتيجة سقوط حاوية من رافعة على صهريج غاز خلال عمليات الشحن والتفريغ في الميناء.
وأشارت تقارير محلية أن الصهريج كان يحتوي على غاز الكلورين.
وبثت قناة “المملكة” الرسمية مقطع فيديو يُظهر لحظة سقوط حاوية بيضاء قالت وسائل إعلام محلية إنها تحوي 30 طنا من الغاز السام، أثناء حملها برافعة لوضعها داخل باخرة ترسو في الميناء.
كما أظهرت اللقطات اصطفاف عدد من الشاحنات وهي تحمل صهاريج مماثلة في طابور طويل عند المرفأ لحظة سقوط الحاوية ووقوع الانفجار، ما أدى إلى تسرب مادة غازية صفراء اللون امتدت في الجو لعشرات الأمتار.
وأظهرت مشاهد بثتها وسائل إعلام محلية أردنية عناصر من الأمن والدفاع المدني وكوادر طبية وهم يرتدون أقنعة في الميناء بالإضافة إلى سيارات الإسعاف.
ونقلت قناة “المملكة” الرسمية عن المدير العام السابق لشركة تشغيل الموانئ محمد المبيضين، قوله إن “المعلومات المتوافرة لدي تشير إلى وجود باخرة على الرصيف رقم 2 في الميناء الجديد كانت تريد تحميل ما يقارب 20 صهريجا من مادة الغاز المسال وهذا الغاز فيه نسبة كلور عالية جدا”.
وأوضح أن “هذا الغاز يعد من الغازات الثقيلة وليس من السهل أن تتحرّك غيمته الغازية مثل الغازات الأخرى لكونه غازا ثقيلا يتركز بالمنطقة ويتأثر باتجاه الريح”.
وصرّح نائب رئيس سلطة منطقة العقبة الحاج حسن لقناة “المملكة” الرسمية أن “حبلا حديديا يحمل حاوية تحوي مادة سامة انقطع، ما أدى إلى وقوع المادة السامة وتسرّبها”.
من جهته، قال مدير صحة العقبة جمال عبيدات إن “المستشفيات في العقبة ممتلئة، ولا يمكنها استقبال الحالات”، مشيرا إلى أن “حالة المصابين الموجودين في المستشفيات بين المتوسطة والحرجة”.
ودعا سكان العقبة “للبقاء في بيوتهم وإغلاق الشبابيك من باب الاحتياط”، مشيرا إلى أن “المادة الموجودة في الجو حرجة جدا”.
وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، السرطاوي، إن “المختصين وفريق المواد الخطرة في الدفاع المدني ما زالوا يتعاملون لغاية هذه اللحظة مع الحادثة”.
من جانبه، أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة، فيصل الشّبول، أن رئيس الوزراء، بشر الخصاونة، أوعز بتشكيل فريق تحقيق بحادثة سقوط وانفجار صهريج الغاز بميناء العقبة.
وأفاد الشّبول بأن فريق التحقيق سيشكل برئاسة وزير الداخليَّة، مازن الفراية.
وتوجه رئيس الوزراء الأردني، الخصاونة، ووزير داخليته، الفراية، إلى العقبة للوقوف على تداعيات الحادث، حسب قناة “المملكة” الرسمية.
ومدينة العقبة هي الميناء البحري الوحيد في الأردن، وتمر عبره معظم واردات الأردن وصادراته ويُعد أحد الموانئ الرئيسية في منطقة البحر الأحمر.
وأعلنت السلطات في الأردن عن رفع درجة الاستعداد في المستشفيات العسكرية في العقبة والزرقاء ومدينة الحسين الطبية ومستشفى الملكة عالية.