تواجه أوكرانيا مرحلة حاسمة بعد تجميد الولايات المتحدة للمساعدات العسكرية، ما يضعف قدرتها الدفاعية ويدفعها نحو ضغوط التفاوض مع روسيا. في الداخل، يواجه زيلينسكي دعوات للعزل والتحقيق، بينما يناقش الأوروبيون مصادرة الأصول الروسية لدعم كييف. في المقابل، تعزز واشنطن التزامها بأمن إسرائيل، فيما تتصاعد التوترات التجارية مع الصين. مع تقلص الدعم الغربي، يبرز السؤال: هل تصمد أوكرانيا أم تجد نفسها مضطرة للجلوس إلى طاولة المفاوضات؟

أوكرانيا في مواجهة التحولات الأمريكية: تجميد المساعدات ومستقبل الصراع

تمر أوكرانيا بمرحلة حرجة في ظل التطورات السياسية الأخيرة، حيث أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تجميد الإمدادات العسكرية لكييف، ما يضعف قدرتها على تنفيذ ضربات بعيدة المدى وحماية مواقعها الخلفية، وفقًا لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال. هذه الخطوة تأتي بعد اجتماع متوتر بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مما يعكس تحولًا كبيرًا في موقف واشنطن من الصراع الأوكراني-الروسي.

التوترات الداخلية في أوكرانيا

يواجه زيلينسكي ضغوطًا داخلية متزايدة، حيث تقدم النائب الأوكراني المعارض ألكسندر دوبينسكي بطلب رسمي لعزل الرئيس، مطالبًا أيضًا بإنشاء لجنة خاصة للتحقيق معه. هذا التطور يشير إلى تصاعد الانقسامات السياسية داخل أوكرانيا، والتي قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الحكومة وسط الصراع العسكري المستمر.

التحولات في الدعم الأمريكي لأوكرانيا

بحسب بلومبرغ ورويترز، فإن واشنطن قررت إيقاف جميع المساعدات العسكرية الحالية، بما في ذلك شحنات الأسلحة الموجودة في بولندا أو في طريقها إلى أوكرانيا. كما صرحت مصادر أمريكية بأن استئناف المساعدات مشروطٌ بإظهار القيادة الأوكرانية حسن نية في محادثات السلام مع موسكو.

إضافة إلى ذلك، تدرس إدارة ترامب خفض تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، في خطوة قد تحد من قدرة كييف على تنفيذ عملياتها العسكرية بفعالية.

الموقف الأوروبي وتحركات موسكو

في المقابل، بدأ الاتحاد الأوروبي في دراسة خيارات بديلة لدعم أوكرانيا، حيث أفادت فايننشال تايمز بأن المستشار الألماني الجديد مستعد للنظر في دعم اقتراح مصادرة الأصول الروسية لتمويل المجهود الحربي الأوكراني. إلا أن هذا المقترح لا يزال قيد النقاش بين الدول الأوروبية، حيث يلقى دعمًا من بعض العواصم، لكنه لم يحسم بعد.

أما موسكو، فمن المرجح أن تستفيد من هذا التراجع الأمريكي في دعم كييف، مما قد يعزز موقفها التفاوضي في أي محادثات مستقبلية.

إسرائيل والصراع الإقليمي

على الجانب الآخر، شهدت الأيام الأخيرة تعزيزًا للعلاقات الأمنية بين واشنطن وتل أبيب، حيث أكد وزير الدفاع الأمريكي لوزير الدفاع الإسرائيلي أن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل لا يزال ثابتًا بنسبة 100%، وفقًا لما نقلته وزارة الدفاع الأمريكية. كما أكد الطرفان أن إيران لا تزال تشكل تهديدًا رئيسيًا للأمن الإقليمي، مما يعكس أولوية إسرائيل في الاستراتيجية الأمريكية على حساب أوكرانيا.

الصين والتصعيد التجاري

لم تقتصر التوترات على الساحة الأوكرانية، إذ أعلنت وزارة التجارة الصينية عن إجراءات مضادة ردًا على قرار ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على المنتجات الصينية، في خطوة تهدف إلى حماية المصالح الاقتصادية الصينية وسط التصعيد التجاري بين بكين وواشنطن.

ما هو مستقبل أوكرانيا؟

تواجه أوكرانيا ضغوطًا متزايدة من الداخل والخارج، إذ باتت تواجه احتمال تقليص الدعم الغربي بشكل كبير، مما قد يضعف موقفها العسكري في مواجهة روسيا. كما أن المواقف الأمريكية المتغيرة، والتي تتجه نحو فرض ضغوط على زيلينسكي للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع بوتين، قد تدفع نحو تسوية سياسية للصراع، رغم رفض الرئيس الأوكراني الحالي لهذه الفكرة حتى الآن.

يبقى السؤال الأهم: هل تتمكن أوكرانيا من الصمود بدون الدعم العسكري الأمريكي، أم أن الحرب ستتجه نحو حل تفاوضي تفرضه الوقائع الجديدة على الأرض؟

Join Whatsapp