من المتوقع أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عام 2020، مما يثير تساؤلات حول مدى هذا الخفض. فمنذ أكثر من عام، أبقى الاحتياطي الفيدرالي على تكاليف الاقتراض عند أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقدين، مما جعل الحصول على قروض السيارات وتمويل الأعمال وحمل أرصدة على بطاقات الائتمان أكثر تكلفة.
الآن وبعد أن أوضح الاحتياطي الفيدرالي عزمه على خفض الفائدة، يتعين عليه أن يقرر ما إذا كان سيختار خفضًا بسيطًا بمقدار ربع نقطة مئوية، أم خفضًا أكثر جرأة بنصف نقطة مئوية. هذه الحيرة جعلت من اجتماع الاحتياطي الفيدرالي أحد أكثر الاجتماعات المرتقبة في الفترة الأخيرة.
ما المخاطر المطروحة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي؟
الشيء الوحيد المؤكد هو أن البنك المركزي سيخفض أسعار الفائدة. لكن ما يبقى غير معروف هو حجم هذا الخفض. التضخم انخفض بشكل كبير، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 2.5% في أغسطس مقارنة بذروتها في يونيو 2022، والتي بلغت 9.1%. ومع ذلك، لا تزال الأسعار ترتفع بمعدل أسرع مما يفضله الاحتياطي الفيدرالي.
وفي الوقت نفسه، يظهر سوق العمل في الولايات المتحدة علامات على الضعف، حيث تباطأت عمليات التوظيف وارتفع معدل البطالة إلى 4.2% في الشهر الماضي. هذا المزيج من البيانات المتناقضة يضع البنك الفيدرالي أمام قرار صعب؛ فهل يختار خفضًا أكبر لدعم سوق العمل، أم يبدأ بخفض تدريجي ويراقب البيانات القادمة؟
توقعات السوق
شهدت توقعات المستثمرين تقلبات حادة بين الرهانات على خفض ربع نقطة مئوية أو نصف نقطة مئوية. حتى مساء الثلاثاء، كانت التوقعات ترجح بشكل أكبر الخفض الأكبر. ويبدو أن الأسواق تتفق على شيء واحد: أن خفض الفائدة هذا ليس الأخير. فمن المتوقع أن يستمر الاحتياطي الفيدرالي في خفض الفائدة خلال الأشهر المقبلة، مما يعكس تحولًا عن الفترة السابقة التي شهدت رفعًا حادًا في الفائدة لمكافحة التضخم المتسارع.
بالإضافة إلى ذلك، تراقب الأسواق عن كثب الانتخابات الرئاسية القادمة، حيث يعتبر سبتمبر وأكتوبر من الفترات الصعبة تاريخيًا للأسواق، خاصةً في سنوات الانتخابات.
تأثير خفض الفائدة على الاقتصاد الأمريكي
خفض الفائدة سيجعل الاقتراض أقل تكلفة، حيث من المتوقع أن تنخفض معدلات الفائدة على قروض السيارات وبطاقات الائتمان. لكن في المقابل، قد تنخفض الفائدة التي يحصل عليها المدخرون من حساباتهم البنكية.
فيما يتعلق بالرهن العقاري، فقد بدأت المعدلات في الانخفاض بالفعل استجابةً للتحرك المتوقع من الاحتياطي الفيدرالي. بلغ متوسط الفائدة على قرض الرهن العقاري لمدة 30 عامًا الآن 6.2%، وهو الأدنى منذ فبراير 2023، ولكنه لا يزال أعلى من المعدلات التي كانت شائعة خلال فترة الجائحة.
ومع ذلك، يجدر بالذكر أن تأثير خفض الفائدة على الاقتصاد لن يكون فوريًا. فالسياسة النقدية تعمل ببطء مثل تسخين الماء في بعض المنازل القديمة؛ قد تقوم بتشغيل الماء الساخن، ولكن يستغرق الأمر وقتًا حتى تشعر بالحرارة.