اصطف القادة الأوروبيون خلف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد مواجهته الحادة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الجمعة. وأعرب زعماء ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وبولندا وهولندا، إلى جانب قادة من كندا وأستراليا ونيوزيلندا، عن دعمهم لأوكرانيا عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، ليرد زيلينسكي بالشكر لكل منهم.
تأتي هذه التطورات قبيل زيارة زيلينسكي إلى لندن لحضور قمة يستضيفها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي أكد أن المملكة المتحدة تحتفظ بـ”دعمها الثابت لأوكرانيا”.
شهد المكتب البيضاوي يوم الجمعة مشهدًا غير عادياً، حيث اشتبك ترامب مع زيلينسكي كلامياً، مطالبًا إياه بالتوصل إلى اتفاق مع روسيا أو مواجهة احتمال تخلي الولايات المتحدة عن دعمه. كما انتقد ترامب زيلينسكي، قائلاً إنه لم يُظهر امتنانًا كافيًا للدعم الأمريكي، محذرًا من أن موقفه قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.
وفي أعقاب هذا التوتر، نشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة دعم لأوكرانيا، مؤكدًا أن “هناك معتديًا وهو روسيا، وهناك ضحية وهي أوكرانيا”، مشددًا على ضرورة استمرار دعم كييف وفرض العقوبات على موسكو. أما رئيس وزراء هولندا ديك شوف، فقد أكد أن بلاده تدعم أوكرانيا “الآن أكثر من أي وقت مضى”، مشيرًا إلى أن تحقيق السلام الدائم وإنهاء “حرب العدوان التي بدأتها روسيا” هو هدف مشترك لأوروبا.
كما عبّر المستشار الألماني المنتهية ولايته أولاف شولتس عن دعمه لأوكرانيا، فيما أكد خليفته المتوقع فريدريش ميرتس أن “لا أحد يريد السلام أكثر من الأوكرانيين أنفسهم”، مشددًا على ضرورة عدم الخلط بين المعتدي والضحية في هذا النزاع.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز دعم بلاده لأوكرانيا، بينما خاطب نظيره البولندي دونالد توسك زيلينسكي قائلًا: “أنت وأصدقاؤك الأوكرانيون لستم وحدكم”. كما أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن تقديرها لـ”شجاعة الشعب الأوكراني”، في حين أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استمرار دعم بلاده لأوكرانيا لتحقيق “سلام عادل ودائم”.
في المقابل، كان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الصوت الوحيد الذي أيّد ترامب، قائلاً: “الرجال الأقوياء يصنعون السلام، بينما الضعفاء يصنعون الحرب”، وشكر ترامب على موقفه.
غادر زيلينسكي البيت الأبيض مبكرًا بعد المواجهة مع ترامب، لكنه شكر الرئيس الأمريكي على دعمه، مؤكدًا أن أوكرانيا تسعى لتحقيق “سلام عادل ودائم”. وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، أقرّ زيلينسكي بأن الخلاف لم يكن مفيدًا للطرفين، لكنه أعرب عن أمله في إنقاذ العلاقة بينه وبين ترامب.
من ناحية أخرى، دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى عقد قمة طارئة بين الولايات المتحدة وأوروبا وحلفائها لمناقشة مستقبل أوكرانيا. ومن المتوقع أن تشهد محادثات قادة أوروبا في لندن يوم الأحد تكثيف الجهود لوضع إطار لاتفاق سلام مستقبلي، يشمل دعمًا عسكريًا أمريكيًا لمراقبة وضمان تنفيذ الاتفاق، بما في ذلك توفير غطاء جوي لمنع أي تهديد روسي محتمل.