في تصريح أثار اهتمامًا واسعًا، أعرب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف يوم الأربعاء عن استيائه من تكرار الإشارات إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال المناظرة الأولى بين نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب كمرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024.
وقال بيسكوف: “يتم استخدام اسم بوتين كأداة في الصراع السياسي الداخلي بالولايات المتحدة، وهذا أمر لا نحبه”.
على الرغم من نبرة بيسكوف المحايدة تجاه المنافسة السياسية الأمريكية، إلا أن الرئيس بوتين قدّم في وقت سابق تأييدًا ساخرًا لهاريس، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة، بغض النظر عن الحزب الحاكم، تتخذ موقفًا غير ودي تجاه روسيا.
ترامب، الذي لطالما أبدى إعجابه ببوتين، وصف في مناسبات عديدة أساليب الرئيس الروسي خلال غزو أوكرانيا عام 2022 بأنها “عبقرية” و”ذكية للغاية”. في المقابل، لم يُظهر ترامب نفس الدفء تجاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي وصفه بأنه “بائع” يسعى للحصول على الدعم العسكري والمالي من الحلفاء.
تتهم إدارة بايدن، إلى جانب حلفائها الأوروبيين، بوتين بالسعي إلى تهديد الديمقراطيات الغربية. وقد كانت الولايات المتحدة، بقيادة بايدن، أحد الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا منذ بدء النزاع، حيث قدمت مساعدات عسكرية ومالية كبيرة، وحشدت الحلفاء لفرض عقوبات على روسيا.
في المناظرة التي جرت مساء الثلاثاء، ركّز ترامب على رغبته في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، لكنه رفض الإجابة بشكل مباشر على سؤال حول ما إذا كان يريد أن تنتصر أوكرانيا في الحرب. وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أن مصلحة الولايات المتحدة تتطلب انتصار أوكرانيا، أجاب: “أعتقد أن مصلحة الولايات المتحدة تكمن في إنهاء هذه الحرب”.
تثير تصريحات ترامب القلق في أوكرانيا وبين حلفائها، حيث يخشى أن تؤدي عودته إلى البيت الأبيض إلى الضغط على كييف لتوقيع اتفاق سلام مع موسكو، قد يتضمن التنازل عن أراضٍ أو سيادة، وهو ما يرفضه زيلينسكي بشدة.
في المقابل، انتقدت هاريس ترامب قائلة إنه سيترك بوتين “يأكله على الغداء”، مؤكدة أن خطته لإنهاء الحرب قد تفضي إلى استسلام أوكرانيا لروسيا. وأضافت أن زيارتها إلى مؤتمر ميونيخ الأمني في 2022 كانت جزءًا من جهود الإدارة الأمريكية لتعزيز الدعم الدولي لأوكرانيا قبل أيام من الغزو الروسي.
ترامب ربط بين زيارتها وتصعيد الأحداث، لكن الحكومة الأمريكية أوضحت أن الاستعدادات الروسية للغزو كانت واضحة قبل الرحلة، وأن بوتين لم يكن حاضرًا في المؤتمر الذي جمع هاريس بزيلينسكي.