الحرائق في صناديق الاقتراع في أوريغون وواشنطن: تحقيقات واسعة وقلق متزايد
شهدت مدينتا بورتلاند في ولاية أوريغون وفانكوفر في ولاية واشنطن سلسلة من الحرائق المدمرة لصناديق الاقتراع، ما أدى إلى تدمير مئات الأصوات وخلق حالة من القلق قبل الانتخابات القادمة. وقد تم تأكيد الحادث الأول حوالي الساعة 3:30 فجر يوم الاثنين، حينما تلقت شرطة بورتلاند اتصالاً حول وجود حريق في صندوق اقتراع. وبحسب بيان صادر عن الشرطة، تم وضع “جهاز حارق” داخل الصندوق، وسرعان ما تم إخماد الحريق من قبل أفراد الأمن.
تفاصيل الحادث الثاني وتداعياته
وقع الحريق الثاني في فانكوفر، واشنطن، وتحديداً في محطة النقل العام “فيشرز لاندينغ ترانزيت سنتر” حوالي الساعة 4 صباحاً. هذا الحادث ألحق أضراراً جسيمة بمئات الأصوات المخزنة في الصندوق. وأكد المدقق في مقاطعة كلارك، غريغ كيمسي، أن النيران نشبت بعد ربط جهاز حارق بصندوق الاقتراع، مما تسبب بتدمير مئات الأصوات. وقال كيمسي: “لم نحدد العدد بدقة، لكنه يُقدّر بالمئات.”
تحقيقات مكثفة وضمانات للمواطنين
إثر هذه الأحداث، بدأت السلطات المختصة تحقيقاتها بجدية، حيث تشارك كل من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وسلطات إنفاذ القانون المحلية في التحقيق للوصول إلى الجناة وسبب وقوع هذه الحرائق. وقد وعدت الجهات المسؤولة بإطلاع المواطنين على أي تطورات في القضية، كما نصح مدير الانتخابات في مقاطعة مولتنومة، تيم سكوت، المواطنين بالاتصال بالطوارئ فوراً في حال لاحظوا أي نشاط مشبوه حول صناديق الاقتراع.
آثار سياسية وتوترات تسبق يوم الانتخابات
تأتي هذه الحوادث في سياق سياسي متوتر، حيث تتنافس المرشحة الديمقراطية الحالية، النائبة ماري غليسينكامب بيريز، مع منافسها الجمهوري جو كينت على تمثيل الدائرة الثالثة لولاية واشنطن. تعتبر مدينة فانكوفر مركزاً انتخابياً مهماً للحزب الديمقراطي في هذه الدائرة. وتجدر الإشارة إلى أن بيريز فازت في انتخابات عام 2022 بفارق أقل من ثلاثة آلاف صوت فقط، مما يجعل كل صوت في غاية الأهمية في السباق الحالي.
بالإضافة إلى ذلك، أدى الجدل المتعلق بغياب اسم الرئيس السابق دونالد ترامب عن دليل الناخبين إلى إثارة استفسارات كثيرة لدى المواطنين، مما دفع بمكتب أمين سر ولاية أوريغون إلى إغلاق خطوط الهاتف بعد تلقي عدد هائل من المكالمات.
دور فرق الأمن ومتابعة الناخبين
شدد مدير الانتخابات في مقاطعة مولتنومة، تيم سكوت، على أن فرق الأمن تقوم بدوريات مراقبة لصناديق الاقتراع على مدار الساعة، لضمان عدم تكرار هذه الحوادث. كما أكد أن الناخبين في بورتلاند الذين تأثرت أصواتهم سيتم التواصل معهم لتقديم بطاقات اقتراع بديلة، مع ضمان أن كل صوت سيتم احتسابه.
ماذا بعد؟
تستمر السلطات في التحقيق للوصول إلى الجناة، ومعرفة الدوافع وراء هذه الأعمال التخريبية التي تهدد نزاهة العملية الانتخابية. كما يبقى المواطنون في حالة ترقب، في ظل المناخ السياسي الحساس، حيث يعتبر كل صوت عاملاً مؤثراً في نتائج الانتخابات المرتقبة.