رحلة “ستارشيب” السادسة: اختبارات جديدة وحدود جريئة لاستكشاف الفضاء
وكالة أسنا للأخبار ASNA – في 19 نوفمبر، أطلقت شركة “سبيس إكس” مركبتها “ستارشيب” في تجربتها السادسة من موقع الإطلاق “ستاربيس” في بوكا تشيكا، تكساس. ورغم النجاح النسبي لهذه المهمة، واجهت بعض التحديات التي تعكس الطبيعة التجريبية لبرنامج الشركة الطموح في استكشاف الفضاء.
تفاصيل الإطلاق ومشاركة بارزة
انطلق صاروخ “ستارشيب/سوبر هيفي” في الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت الشرقي، مستهلًا نافذة إطلاق مدتها 30 دقيقة دون مشاكل أثناء العد التنازلي. حضر الإطلاق الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي حافظ على علاقات وثيقة مع الرئيس التنفيذي لشركة “سبيس إكس”، إيلون ماسك، منذ انتخابه قبل أسبوعين.
أداء “سوبر هيفي” ومصيره
انفصل المعزز “بوستر 13” عن المرحلة العليا “ستارشيب” بعد دقيقتين و45 ثانية من الإطلاق. كان من المتوقع أن يعود المعزز إلى موقع الإطلاق، لكن تم الإعلان عن “تحويل إلى الهبوط البحري”، مما يعني إلغاء الهبوط المخطط له على منصة الإطلاق.
بدلاً من ذلك، هبط المعزز بشكل مُتحكم به في خليج المكسيك، على مقربة من موقع الإطلاق، لكنه انقلب وانفجر بعد ثوانٍ من الهبوط. شكل هذا الموقف نكسة صغيرة، خاصة أن “سبيس إكس” نجحت في المهمة السابقة في 13 أكتوبر في الإمساك بالمعزز باستخدام برج الإطلاق.
أداء “ستارشيب” وتجارب إعادة الدخول
رغم التحدي الذي واجهه “سوبر هيفي”، أكملت المرحلة العليا “ستارشيب 31” مسارها بنجاح إلى مدار دون المداري. وخلال رحلتها، اختبرت الشركة إشعالًا قصيرًا لأحد محركات “رابتور”، وهي خطوة حاسمة لتحضير المركبة لمهام الإعادة المستقبلية.
أجرت المركبة إعادة دخول فوق المحيط الهندي باستخدام ملف دخول جديد مصمم لتجاوز حدود التحكم بالزعنفة الحرارية واختبار النسخة القديمة من نظام الحماية الحرارية. قالت كيت تايس، إحدى مضيفات البث المباشر لسبيس إكس:
“لا تتفاجأوا إذا لم تكن رحلة سلسة. نحن نختبر حدود المركبة لنكتشف قدراتها الحقيقية ونخطط لعمليات الإمساك المستقبلية.”
نجحت “ستارشيب” في اجتياز إعادة الدخول رغم تعرضها لبعض الأضرار في الزعانف وأجزاء من الحماية الحرارية. وبعد 65 دقيقة ونصف من الإطلاق، هبطت المركبة بشكل مُتحكم به في المحيط الهندي وانقلبت على جانبها، ما أتاح فرصة لتغطية فيديو مفصلة بفضل ظروف الإضاءة النهارية.
تحسينات وإمكانات مستقبلية
تخطط “سبيس إكس” لتحسينات واسعة على المركبة في المهام القادمة، تتضمن تمديد خزان الوقود وزيادة الحمولة إلى 1,500 طن. كما أُجريت تغييرات في تصميم الزعانف الأمامية لتوفير حماية أفضل أثناء إعادة الدخول.
رغم عدم تحديد موعد الإطلاق القادم، أكدت “سبيس إكس” أن التعديلات البسيطة في تصميم الرحلة السادسة جعلت المهمة متوافقة مع رخصة الإطلاق الصادرة عن إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) دون الحاجة إلى تعديلها.
نحو استكشاف أعمق
تعكس رحلة “ستارشيب” السادسة تصميم “سبيس إكس” على تجاوز التحديات التقنية لتحقيق رؤية طموحة لاستكشاف القمر والمريخ. رغم الانتكاسات الطفيفة، تُظهر الاختبارات المتكررة والابتكارات المستمرة التزام الشركة بدفع حدود التكنولوجيا الفضائية، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر طموحًا لاستكشاف الكون.