وبعد 18 شهرا من التحقيقات في أحداث الشغب، أوصت لجنة مجلس النواب في اجتماعها الأخير بتوجيه أربعة اتهامات لترامب هي التحريض على التمرد والمساعدة عليه, عرقلة إجراءات رسمية, التآمر والاحتيال ضد الولايات المتحدة, والتآمر للإدلاء بإفادات كاذبة.
رغم ذلك، لا يوجد ما يجعل وزارة العدل – التي تقرر النيابة العامة التابعة لها ما إذا كانت تلك الاتهامات ستوجه لترامب أم لا – ملزمة بتنفيذ توصيات لجنة التحقيق في اقتحام الكونغرس.
ومع أن إجراءات اللجنة تُعد رمزية في المقام الأول، وصف رئيسها الاتهامات المقترحة بـأنها “خارطة طريق للعدالة”.
ورفض متحدث باسم وزارة العدل الأمريكية التعليق على توصيات اللجنة.
وقال عضو الكونغرس الأمريكي الديمقراطي عن ولاية ميريلاند جامي راسكين، العضو في اللجنة: “التمرد عصيان أُعلن ضد السلطة في الولايات المتحدة”.
وأضاف: “إنها جريمة فيدرالية خطيرة ومذكورة في الدستور”.
وتتكون اللجنة البرلمانية المنوطة بالتحقيق من سبعة أعضاء ديمقراطيين واثنين من الحزب الجمهوري، والتي أصدرت يوم الاثنين الماضي ملخصا أوليا، مكونا من 161 صفحة، لتقريرها الشامل.
واتهمت اللجنة ترامب “بالتآمر مع عدة أطراف” من أجل تعطيل إنفاذ إرادة الناخبين الأمريكيين على مدار الفترة التي سبقت أعمال الشغب وأثناء القيام بتلك الأعمال.
واستندت اللجنة في قراراتها إلى أن ترامب عمل على نشر مزاعم كان يعلم بأنها غير صحيحة عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 قبل أن يبدأ ممارسة ضغوط على وزارة العدل ونائبه، مايك بنس، للمساعدة في قلب الحقائق التي أشارت إليها نتائج الانتخابات، والتي تتضمن هزيمته.
كما اتهمت اللجنة ترامب بأنه حرض على أعمال شغب في مقر الكابيتول في إطار محاولة أخيرة للحيلولة دون الانتقال السلمي للسلطة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن.
ومن المقرر أن يصدر التقرير الكامل للجنة التحقيق البرلمانية، الذي يتكون من مئات الصفحات، الأربعاء.
ونشرت اللجنة مقطع فيديو جديدا من شهادة معاونة ترامب هوب هيكس وهي تقول إنها حذرت الرئيس الأمريكي السابق من إنه حال استمرار نشره مزاعم كاذبة هو وفريقه، فقد يؤدي ذلك إلى “تدمير تركته”. وأضافت أن ترامب تجاهل تحذيرها.
وقالت أثناء شهادتها إن “الرئيس الجمهوري قال شيئا على غرار ‘لن يأبه أحد بتركتي إذا خسرت، لذلك لن يكون ذلك مهما على الإطلاق. الشيء الوحيد المهم هو الفوز”.
كما اتهمت اللجنة الابنة الكبرى للرئيس السابق ومعاونته السابقة إيفانكا ترامب بأنها لم تكن “صريحة أثناء التحقيقات”.
وأشارت أيضا إلى أن ابنة ترامب الكبرى ومديرة المكتب الصحفي في البيت الأبيض كايلي ماكيناني “تظاهرتا بعدم القدرة على تذكر مشكلات محددة، أو أن شهادتيهما لم تتمتعا بالقدر الكافي من الصراحة والمباشرة”.
وأصدرت الحملة الانتخابية لترامب، التي انطلقت الشهر الماضي، بيانا تتهم فيه اللجنة بإجراء “محاكمات صورية مدعومة من أنصار حركة ‘نيفر ترامب’ الذين يمثلون وصمة في تاريخ هذا البلد”.
وأَضاف البيان أن “هذه المحكمة الصورية ليست إلا غطرسة مهينة لذكاء الأمريكيين وتسخر من الديمقراطية”.
وأشارت اللجنة إلى أنها سوف تحيل أربعة من أعضاء الكونغرس الجمهوريين إلى لجنة القيم، بينهم الزعيم الجمهوري كيفين ماكارثي، لعدم انصياعهم لتعليمات اللجنة.
وقال رئيس اللجنة بيني طومسون: “إذا كنا نريد الحفاظ على القوانين والديمقراطية، لا يمكن السماح لذلك بأن يتكرر مرة ثانية”.
وأضاف: “إذا ضاع الإيمان، ضاعت الديمقراطية. ودونالد ترامب أضاع الإيمان”.
ووجهت اللجنة اتهامات لـ 900 شخص بأنهم على علاقة بأحداث شغب الكابيتول.