trump kennedy files إعلان ترامب الكشف عن الملفات السرية لاغتيال كينيدي: خطوة تاريخية أم مثيرة للجدل؟

إعلان ترامب الكشف عن الملفات السرية لاغتيال كينيدي: خطوة تاريخية أم مثيرة للجدل؟

في خطوة أثارت اهتمام الباحثين والمؤرخين على حد سواء، وقع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يوجه بالكشف عن آلاف الملفات السرية المتعلقة باغتيال الرئيس جون ف. كينيدي عام 1963 في دالاس. وعلى الرغم من أن ملايين الوثائق المتعلقة بالحادثة قد تم نشرها بالفعل، إلا أن هذا الإعلان يُعد علامة فارقة في الجهود المستمرة لكشف الحقائق الكاملة وراء أحد أكثر الأحداث إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي الحديث.

تفاصيل الأمر التنفيذي

جاء أمر ترامب التنفيذي خلال الأسبوع الأول من ولايته الثانية، حيث وجه مدير الاستخبارات الوطنية ووزير العدل بوضع خطة خلال 15 يومًا للإفراج عن السجلات المرتبطة باغتيال كينيدي. كما شمل الأمر خطة مماثلة للإفراج عن الوثائق المتعلقة باغتيال السيناتور روبرت ف. كينيدي وزعيم الحقوق المدنية القس مارتن لوثر كينغ جونيور عام 1968، على أن يتم تقديم الخطة في غضون 45 يومًا.

بعد توقيع الأمر، سلم ترامب القلم لأحد مساعديه ليقدمه إلى روبرت ف. كينيدي الابن، الذي كان قد عينه ترامب وزيرًا للصحة. وبدوره شكر كينيدي الابن ترامب في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، معتبرًا أن الخطوة تعكس “ثقة المواطنين الأمريكيين”. الجدير بالذكر أن كينيدي الابن أبدى شكوكًا حيال الفرضية القائلة بأن لي هارفي أوزوالد تصرف بمفرده في اغتيال عمه.

الاغتيال وأبرز النظريات

في 22 نوفمبر 1963، خلال زيارة سياسية للرئيس كينيدي إلى تكساس، لقي حتفه برصاص قناص أثناء مروره بسيارته في موكب رسمي بوسط مدينة دالاس. ألقت الشرطة القبض على لي هارفي أوزوالد، الذي وُجد متمركزًا في الطابق السادس من مبنى “مستودع الكتب المدرسية”. إلا أن أوزوالد قُتل بعد يومين على يد مالك نادٍ ليلي يُدعى جاك روبي أثناء نقله للسجن.

ورغم أن لجنة “وارن”، التي شُكلت للتحقيق في الحادث، خلصت في عام 1964 إلى أن أوزوالد تصرف بمفرده دون وجود مؤامرة، إلا أن الشكوك والنظريات البديلة لم تهدأ منذ ذلك الحين، حيث يرى البعض أن اغتيال كينيدي كان نتيجة مؤامرة أوسع تشمل أطرافًا داخلية وخارجية.

السجلات السرية: بين الأمل والجدل

في التسعينيات، ألزمت الحكومة الفيدرالية جميع الوثائق المتعلقة بالاغتيال بأن تكون محفوظة في الأرشيف الوطني بحلول عام 2017، باستثناء ما يمنعه الرئيس. وفي ولايته الأولى، سمح ترامب بنشر العديد من الوثائق، لكنه احتفظ ببعضها بدعوى “الحفاظ على الأمن القومي”. ومع استمرار الإفراج عن الملفات خلال إدارة الرئيس جو بايدن، ما زالت هناك آلاف الوثائق غير مكشوفة، معظمها يعود لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA).

ما الذي كُشف حتى الآن؟

قدمت الوثائق التي تم الإفراج عنها سابقًا لمحات حول أنشطة الاستخبارات الأمريكية خلال تلك الفترة، بما في ذلك زيارات أوزوالد إلى السفارات السوفيتية والكوبية في المكسيك قبل شهر من الاغتيال. كما تضمنت إحدى المذكرات إشارات إلى اتصال هاتفي بين أوزوالد وضابط في الاستخبارات السوفيتية أثناء وجوده في السفارة السوفيتية في سبتمبر 1963.

مع استمرار الاهتمام الشعبي والأكاديمي بهذه الملفات، يبقى السؤال الأهم: هل ستكشف الوثائق الجديدة عن أدلة قاطعة تغير فهمنا للاغتيال؟ أم أنها ستضيف مزيدًا من التعقيد والغموض؟ ما هو مؤكد أن الكشف عن هذه الملفات يمثل خطوة نحو تحقيق الشفافية وتوضيح الحقائق التاريخية التي ظلت مخفية لعقود.

Join Whatsapp