الشيخ محمد الحسيني

في أعقاب الإعلان عن اغتيال حسن نصرالله، ألقى الأمين العام للمجلس الاسلامي العربي الشيخ محمد علي الحسيني كلمة مؤثرة تعكس مسيرته الطويلة مع نصرالله، حيث بدأوا معًا كرفاق في طريق المقاومة والتحرير. الحسيني استذكر ذكرياتهم المشتركة، مشددًا على أنهم قاتلوا جنبًا إلى جنب لتحرير جنوب لبنان، وحققوا انتصارات عظيمة معًا. لكنه أشار إلى أن الفرق الأكبر بينهما كان في مسألة الولاء، حيث بقي الحسيني مخلصًا للعروبة والأمة العربية، متمسكًا بالهوية العربية ووفاءً للإخوة العرب، بينما رأى أن نصرالله قد اختار التوجه نحو إيران ومنحها الولاء المطلق، مكرسًا نفسه لخدمتها.

الحسيني ذكر أنه لطالما نصح نصرالله بالعودة إلى الحضن العربي، محذرًا إياه من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن الارتباط المطلق بإيران. وأكد الحسيني أنه كان دائمًا يحذر من النتائج السلبية التي قد تترتب على هذا الطريق، سواء على نصرالله شخصيًا أو على لبنان بشكل عام. وأوضح أن واجبه الشرعي كان تبيان الحقيقة وتحذير نصرالله من المسار الذي كان يسير فيه، لافتًا إلى أنه عرض عليه إمكانية التوبة والعودة إلى الصف العربي.

في كلمته، عبّر الشيخ محمد علي الحسيني عن خيبة أمله العميقة من الطريق الذي سلكه حسن نصرالله، مشيرًا إلى أنه كان يأمل أن يبقى نصرالله لبنانيًا عربيًا مخلصًا لهويته ووطنه وأمته العربية. الحسيني لم يكن فقط ناقدًا لولاء نصرالله لإيران، بل كان يحاول طوال الوقت إرشاده للعودة إلى الصف اللبناني والعربي، محذرًا من أن النظام الإيراني، الذي أعطاه نصرالله كل ولائه وطاعته العمياء، قد يتخلى عنه في النهاية.

وفي ظل الأزمة الأخيرة التي أدت إلى اغتيال نصرالله، ألمح الحسيني إلى أن النظام الإيراني، الذي كان نصرالله خادمًا له لسنوات، قد تاجر به وتخلى عنه في لحظة حاسمة. على عكس العرب الذين احتضنوا الحسيني وأظهروا وفاءهم المستمر تجاهه، رأى الحسيني أن نصرالله أصبح ضحية لاستغلال إيران، التي لم تكن في النهاية مخلصة له كما كان يتوقع.

هذه الرسالة تعكس تحذير الحسيني القديم لنصرالله، بأنه كان يمكنه البقاء جزءًا من الهوية اللبنانية والعربية، بدلاً من الانصياع الكامل لإيران، التي، كما أثبتت الأحداث، قد تتخلى عن حلفائها في أوقات الأزمات.

Join Whatsapp