مقتل يحيى السنوار: تداعيات كبيرة على الصراع في غزة والمنطقة
أعلنت إسرائيل مقتل يحيى السنوار، قائد الجناح العسكري لحركة حماس وأحد أبرز الشخصيات المتورطة في هجمات 7 أكتوبر التي خلفت عشرات القتلى والمختطفين الإسرائيليين. بحسب رئيس الأركان الإسرائيلي، فإن عملية تصفية السنوار جاءت بعد مطاردة استمرت عامًا كاملًا، وتمت خلال اشتباكات مسلحة في غزة، حيث كان السنوار يحاول الإفلات من قبضة القوات الإسرائيلية التي قامت بتحديد موقعه واستهدافه.
ردود الفعل الإسرائيلية
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن مقتل السنوار يمثل ضربة قوية لما أسماه “محور الشر”، وأن المهمة لم تكتمل بعد، حيث أشار إلى أن الهدف الأساسي الآن هو إعادة جميع المختطفين الإسرائيليين. نتنياهو شدد على أن كل من يساهم في تحرير المختطفين سيتم السماح له بالخروج والحياة. وفي تصريحات أخرى، قال نتنياهو إن هذا الاغتيال يعد فرصة لتحقيق السلام والازدهار في الشرق الأوسط بدون حماس.
رئيس الأركان الإسرائيلي قال إن قتل السنوار كان ضروريًا، مؤكدًا أنه لو ظل على قيد الحياة لخطط لتكرار هجمات 7 أكتوبر، وأضاف أن تصفية السنوار تأتي في إطار جهود الجيش لتصفية الحساب مع قادة حماس، وضمان عدم تكرار مثل هذه الهجمات الدموية.
ردود الفعل الدولية
في أعقاب مقتل السنوار، طالبت ألمانيا حركة حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن فورًا، فيما أشاد السيناتور الجمهوري الأمريكي لينزي غراهام بمقتل السنوار، معتبرًا أنه ضربة قوية لحماس وإيران. من جهتها، قالت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، إن القضاء على قيادة حماس هو فرصة لإنهاء الحرب في غزة، مشيرة إلى أن حماس لم تعد قادرة على تنفيذ هجوم آخر مثل هجوم 7 أكتوبر.
دعم أمريكي ودولي
مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أكد أن المعلومات الاستخباراتية الأمريكية ساعدت إسرائيل في تعقب قادة حماس، بما فيهم السنوار، واعتبر أن مقتل السنوار يجعل العالم أكثر أمانًا. وأضاف أن الولايات المتحدة مستمرة في التعاون مع قطر ومصر لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في إطلاق سراح الرهائن. كما أشار إلى وجود المزيد من القيادات في حماس التي يجب تصفيتها، لكن هناك رهائن أمريكيين يجب تأمين سلامتهم أيضًا.
الرئيس الأمريكي جو بايدن وصف مقتل السنوار بأنه يوم جيد لإسرائيل والولايات المتحدة والعالم، مشيرًا إلى أن هناك الآن فرصة لمستقبل لغزة بدون حماس في السلطة، وأضاف أن حماس لن تتمكن بعد اليوم من تنفيذ هجمات مثل هجوم 7 أكتوبر.
تأثير مقتل السنوار على حماس والمنطقة
مقتل يحيى السنوار يمثل ضربة كبيرة لحماس، حيث كان يعتبر العقل المدبر للهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر والتي أشعلت فتيل الحرب الحالية. يُتوقع أن يؤثر هذا الحدث على ديناميات الصراع بين إسرائيل وحماس، وقد يمهد الطريق لفتح صفحة جديدة في المنطقة، كما أشار وزير الخارجية الفرنسي.
من جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن السنوار رفض مقترحات وقف إطلاق النار، وكان السبب في استمرار الصراع. ومع ذلك، فإن مقتل السنوار لا يعني بالضرورة نهاية القتال، حيث ما زالت هناك تحديات كبيرة أمام إسرائيل وحلفائها، وأهمها إعادة جميع المختطفين وتأمين استقرار دائم في غزة.
مع مقتل السنوار، يدخل الصراع بين إسرائيل وحماس مرحلة جديدة، حيث تتجه الأنظار الآن إلى كيفية استغلال هذا الحدث لتحقيق تقدم في ملفات الرهائن ووقف إطلاق النار. ولكن تبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كان هذا الاغتيال سيؤدي إلى تهدئة دائمة أم سيزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.