في مشهد سياسي متوتر، أصدر قادة الكونغرس الجمهوريين بيانًا مشتركًا يدعون فيه نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى تخفيف حدة خطابها ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، مشيرين إلى أن هذا الخطاب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، خاصة مع محاولتي اغتيال تعرض لهما ترامب مؤخرًا. البيان، الذي وقعه رئيس مجلس النواب مايك جونسون وزعيم الأقلية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، يعتبر أن تعليقات هاريس واستحضارها المستمر لشخصيات تاريخية مثل هتلر، تساهم في زيادة حدة الانقسام السياسي، وتدفع الوضع إلى حافة الخطر.
خطاب هاريس والتصعيد السياسي
يرى الجمهوريون أن تصعيد هاريس في وصف ترامب بـ “الفاشي” وتحذيراتها من دعمه، لا يخدم سوى تأجيج العداء السياسي. يزعم الجمهوريون أن هذه اللغة العنيفة قد تدفع البعض للقيام بأعمال غير قانونية قد تصل إلى محاولات الاعتداء على ترامب أو حلفائه. وصف الخصوم السياسيين بهذه الطريقة يعتبر، من وجهة نظرهم، دعوة مفتوحة لاستهداف هؤلاء الأشخاص بطريقة تتجاوز الانتخابات.
المطالبة بخفض حدة الخطاب
دعا البيان كامالا هاريس إلى ضرورة تحمل مسؤوليتها كنائبة للرئيس، والتوقف عن استخدام لغة تحريضية قد تؤدي إلى تصعيد التهديدات ضد ترامب. وشددوا على أهمية أن تتخذ هاريس موقفًا يحمي المؤسسات الديمقراطية ويضمن سلامة العملية الانتخابية، حيث أن هذا النوع من التصريحات يعرض حياة الأفراد للخطر، ويزيد من تعقيد المشهد السياسي.
حكم محكمة الاستئناف والتصويت عبر البريد
في تطور قضائي موازي، أصدرت محكمة الاستئناف الأمريكية للدائرة الخامسة، ذات الأغلبية المحافظة، قرارًا يقضي بضرورة وصول جميع أوراق الاقتراع عبر البريد أو الغيابي بحلول يوم الانتخابات، وأن أي صوت يصل بعد إغلاق مراكز الاقتراع لن يتم احتسابه. هذا القرار يعكس النهج الذي يتبناه الجمهوريون لضمان دقة عملية التصويت، ويضع ضغوطًا إضافية على الديمقراطيين لضمان إقبال الناخبين في وقت مبكر وتجنب التأخير الذي قد يؤدي إلى خسارة الأصوات.
المخاوف داخل الحزب الديمقراطي
مع اقتراب موعد الانتخابات، تشير استطلاعات الرأي إلى سباق متقارب للغاية بين ترامب وهاريس، حيث أظهرت آخر استطلاعات CNN أن كلا المرشحين يتعادلان بنسبة 47% لكل منهما. وفي مثل هذه الظروف، تزداد التوترات داخل الحزب الديمقراطي. هذه الحالة من القلق ليست جديدة، فقد ظهرت بشكل واضح في الانتخابات النصفية لعام 2022، حيث توقع الديمقراطيون أداءً أقل من المتوقع، ولكن النتائج جاءت أفضل مما كانوا يعتقدون.
يشير الخبراء إلى أن حملة هاريس بدت غير قادرة على إيجاد رسالة واضحة وقوية تجذب الناخبين المترددين، مما دفعها لتغيير خطابها إلى الهجوم الشخصي على ترامب بدلاً من التركيز على برامجها الانتخابية ومقترحاتها للمستقبل. بينما يرى البعض أن الهدف من هذه الاستراتيجية هو تحفيز قاعدة الحزب الديمقراطي على المشاركة الكثيفة في الانتخابات.
مع تزايد حدة التوترات والخطاب العدائي، يمكن القول أن السباق الرئاسي لعام 2024 قد أصبح مسرحًا للتصعيد السياسي الحاد بين المرشحين. ويبدو أن هذه الانتخابات ستكون اختبارًا كبيرًا لقدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على سلامة مؤسساتها وهدوء مناخها السياسي، مع اقتراب يوم الاقتراع الذي يُتوقع أن يشهد إقبالًا كثيفًا.
في ظل هذا المشهد، يبقى ترامب في موقف أقوى نوعًا ما، حيث تظهر استطلاعات الرأي وأرقام التصويت المبكر تفوقه الطفيف على هاريس، ما يزيد من حالة القلق داخل صفوف الحزب الديمقراطي.