تصاعد التوتر في الشرق الأوسط: صفقات سرية ومواجهات مؤجلة

تتوالى التصريحات الدولية والإقليمية مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وتحديداً في الصراع بين إيران وإسرائيل، والذي بات يُلقي بظلاله على الأوضاع في غزة ولبنان وحتى الساحة الدولية عبر مجلس الأمن. وفيما يلي ملخص لأبرز التصريحات والمواقف التي توضح أبعاد الصراعات القائمة وتداعياتها.

التصريحات الأميركية بشأن إيران وإسرائيل

صرح البنتاغون بأن الولايات المتحدة قامت بحَثّ إيران على الامتناع عن الرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير ضدها، مما يبرز المخاوف الأميركية من اندلاع مواجهة مباشرة تؤدي إلى تصعيد إقليمي كبير. حتى اللحظة، أوضح البنتاغون أنه لا يمتلك تقييمًا حاليًا حول ما إذا كانت إيران ستقرر الرد على الضربة الإسرائيلية أم لا، مما يضيف المزيد من الغموض إلى المشهد.

وتعزز هذه المخاوف تصريحات المندوبة الأميركية في مجلس الأمن، التي أكدت أنه “إذا هاجمت إيران إسرائيل أو القوات الأميركية في المنطقة، فسيكون لذلك تداعيات شديدة”. كما دعت إلى وقف تبادل النيران المباشر بين إسرائيل وإيران بعد الهجوم الأخير.

تحركات إسرائيلية تجاه لبنان

في محاولة لمنع تصاعد التوتر مع لبنان، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن إسرائيل تسعى إلى التوصل إلى صفقة مع لبنان تقضي بمنع إعادة تسليح حزب الله. وتأتي هذه المساعي بقيادة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي ومستشار الأمن القومي الأميركي. وتهدف الصفقة إلى وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، يليها التوصل إلى اتفاق شامل يعالج المخاوف الأمنية لإسرائيل ويضمن استقرار الحدود مع لبنان.

التطورات في غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار

تتواصل المحاولات الدولية للوصول إلى هدنة في غزة، إذ كشفت الخارجية الأميركية عن أن حركة حماس بصدد اختيار قيادة جديدة، مشيرة إلى أن النتائج المتوقعة خلال الأسابيع المقبلة قد تحدد موقف الحركة تجاه مفاوضات وقف النار. وأضافت الخارجية أن هناك فرصة لتحقيق صفقة توقف الحرب في غزة، وأن واشنطن ستعمل على تحقيق ذلك.

الانتقادات الموجهة لإسرائيل بشأن الأونروا والمساعدات الإنسانية

على الجانب الإنساني، أثار قرار البرلمان الإسرائيلي الذي يمنع وكالة الأونروا من العمل داخل إسرائيل موجة من الانتقادات. فقد صرح مفوض الأونروا بأن الحظر الإسرائيلي سيزيد فقط من معاناة الفلسطينيين، خاصة في غزة، معتبرًا أنه جزء من حملة مستمرة لتشويه سمعة الوكالة. وفي نفس السياق، أعربت الخارجية الأميركية عن قلقها العميق إزاء هذا التشريع الإسرائيلي، مؤكدة أن واشنطن أوضحت موقفها لإسرائيل.

كما أوضحت الخارجية الأميركية أن المساعدات الإنسانية لا تصل إلى سكان جباليا شمال غزة، مؤكدة أنها لا تقبل هذه الأوضاع. تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع تراجع أسعار النفط عالميًا، حيث سجلت العقود الآجلة للخام الأميركي تراجعًا بنسبة 6.13%، فيما تراجعت عقود خام برنت بنسبة 6.09%، مما قد يكون مرتبطًا بحالة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.

المواقف الروسية والدعوات لوقف الاستفزازات

من جانبه، دعا المندوب الروسي في مجلس الأمن إسرائيل إلى وقف ما وصفه بالأعمال الاستفزازية في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة ما زال بعيد المنال. وتأتي هذه الدعوة الروسية ضمن جهود مستمرة لخفض التصعيد في المنطقة وتجنب اندلاع مواجهة واسعة.

حادث السفينة قرب المخا

في سياق آخر، أفادت هيئة بحرية بريطانية بوقوع انفجار ثالث بالقرب من سفينة مرتبطة بحادث جنوبي المخا في اليمن. ويعكس هذا الحادث تزايد التوترات في منطقة البحر الأحمر، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية بشكل كبير، مما يعزز احتمالات زيادة التوترات في منطقة تشهد صراعات متداخلة.

تشير هذه التصريحات والمواقف المتبادلة إلى حالة من التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط، مع تداخل الملفات الساخنة بين إيران وإسرائيل، واستمرار التوترات في لبنان وغزة، وسط قلق دولي متزايد. وتسعى القوى الدولية، وخاصة الولايات المتحدة وروسيا، إلى تجنب تفاقم الوضع، إلا أن التطورات الأخيرة تظهر أن الوصول إلى حلول مستدامة قد يكون صعبًا في ظل تشابك المصالح والملفات العالقة.

Join Whatsapp