أكد ترامب أن فرض التعريفات الجمركية على المنتجات الأجنبية سيعود بالفائدة على الاقتصاد الأمريكي

في تصريح جديد للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، هاجم فيه ما وصفه بـ”لوبي التعريفات” بقيادة صحيفة وول ستريت جورنال، وجدد تأكيده على ضرورة إنهاء ما اعتبره استغلالًا تجاريًا من قبل دول مثل كندا والمكسيك والصين. وأكد ترامب أن الولايات المتحدة لم تعد مستعدة لخسارة تريليونات الدولارات بسبب دعمها لاقتصادات أجنبية أو بسبب تفاوت أسعار الأدوية مقارنة بالدول الأخرى.

تصعيد ضد كندا والمكسيك والصين

تحدث ترامب عن العجز التجاري الذي تعاني منه الولايات المتحدة مع العديد من الدول، مشيرًا إلى أن تلك الممارسات ستنتهي عبر فرض تعريفات جمركية تهدف إلى تشجيع الإنتاج داخل الولايات المتحدة. كما تساءل عن سبب دفع “مئات المليارات من الدولارات لدعم كندا”، مدعيًا أن هذا الدعم هو ما يحافظ على كندا كدولة قابلة للحياة اقتصاديًا، واقترح بشكل صادم ضمها إلى الولايات المتحدة كـ”الولاية رقم 51” للحصول على نظام ضرائب أقل وحماية عسكرية أفضل.

السياسة التجارية والاتفاقات الجديدة

أكد ترامب أن فرض التعريفات الجمركية على المنتجات الأجنبية سيعود بالفائدة على الاقتصاد الأمريكي، زاعمًا أن أي معارضة لهذه السياسات تأتي من جهات خاضعة لنفوذ الصين أو مصالح أجنبية أخرى. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة لم يكن ينبغي أن تتخلى عن التعريفات الجمركية لصالح نظام الضرائب على الدخل في عام 1913.

التعاون الأمني مع كندا والمكسيك لمكافحة المخدرات

ركز ترامب في تصريحه على قضايا أمنية متعلقة بتدفق المخدرات، خاصة الفنتانيل، عبر الحدود مع كندا والمكسيك، مؤكدًا أن مئات الآلاف من الأمريكيين لقوا حتفهم بسبب هذه الأزمة. وأعلن عن اتفاق مع الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، ينص على نشر 10,000 جندي مكسيكي على الحدود لمنع تهريب الفنتانيل والهجرة غير الشرعية. كما كشف عن اتفاق مبدئي لتعليق التعريفات الجمركية لمدة شهر من أجل التفاوض على اتفاق اقتصادي جديد.

أما على الجبهة الشمالية، فقد أعلن أن كندا وافقت على تخصيص 1.3 مليار دولار لتعزيز أمن الحدود، متعهدةً بنشر 10,000 عنصر أمني إضافي، واستخدام التكنولوجيا المتقدمة والطائرات المروحية، بالإضافة إلى تشكيل قوة مشتركة مع الولايات المتحدة لمكافحة الجرائم المنظمة وغسيل الأموال.

مستقبل الاتفاقات التجارية

في ختام تصريحه، أكد ترامب أن التعريفات المعلنة ستُعلَّق لمدة 30 يومًا، في انتظار نتائج المفاوضات مع كندا والمكسيك. واعتبر أن هذه الإجراءات تمثل “العصر الذهبي لأمريكا”، رغم اعترافه بأن هذه السياسات قد تسبب بعض الألم الاقتصادي على المدى القصير، لكنه وصفها بالثمن الضروري لإعادة بناء الاقتصاد الأمريكي.

تصريحات ترامب تعكس توجهًا تصعيديًا في السياسة التجارية والأمنية، خصوصًا تجاه كندا، التي وصفها سابقًا بأنها حليف وثيق. كما تشير إلى توجه نحو فرض سياسات حمائية تهدف إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد وتعزيز التصنيع المحلي. ومع ذلك، فإن مقترحه بضم كندا إلى الولايات المتحدة قد يثير جدلًا واسعًا داخل كندا وأوساط السياسة الدولية.

وتداعيات التصريحات

أما فيما يتعلق بالمكسيك، فإن التفاهمات الأمنية الجديدة قد تُنظر إليها كخطوة إيجابية، لكن مدى التزام الحكومة المكسيكية بهذه التعهدات سيكون موضع متابعة خلال الشهر القادم.

بشكل عام، تعكس هذه التصريحات استراتيجية ترامب المستمرة في التركيز على السياسات الاقتصادية القومية والتصعيد في العلاقات التجارية، مما قد يؤثر على طبيعة التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين.

Join Whatsapp