سقوط نظام بشار الاسد

بشار الأسد: وصوله إلى السلطة حتى سقوط نظامه

الوصول إلى السلطة

    وكافة أسنا للأخبار ASNA – بشار الأسد، المولود في 11 سبتمبر 1965، تولى السلطة في سوريا بعد وفاة والده حافظ الأسد عام 2000. جاء بشار إلى الحكم إثر تعديل دستوري سريع خفّض سن الترشح للرئاسة من 40 إلى 34 عامًا. انتخب في استفتاء شعبي بنسبة 97.29%، متعهداً بالإصلاح والتحديث.

    السياسات الداخلية

      إصلاحات موعودة ولكن محدودة: أعلن بشار عن نية لتحديث الاقتصاد ومحاربة الفساد، إلا أن هذه الجهود كانت شكلية، مع استمرار سيطرة الأجهزة الأمنية والبيروقراطية على مفاصل الدولة.

      الأزمة السورية: اندلعت احتجاجات شعبية واسعة في مارس 2011 مطالبة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية، والتي واجهها النظام بالقمع العنيف، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية طويلة الأمد تسببت في مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين.

      تعامل مع الأقليات: اعتمد الأسد على تحالفات مع الأقليات الدينية، وخاصة الطائفة العلوية التي ينتمي إليها، لتثبيت حكمه، مما زاد التوترات الطائفية في البلاد.

      السياسات الخارجية

        علاقته بالدول العربية: شهدت علاقة الأسد بالدول العربية توتراً كبيراً بعد عام 2011، حيث طُردت سوريا من جامعة الدول العربية، واتُهم النظام بانتهاكات جسيمة ضد المدنيين. ومع ذلك، حاول بعض الدول العربية مؤخراً إعادة سوريا إلى المشهد العربي من خلال جهود دبلوماسية.

        العلاقة مع تركيا: تحولت العلاقة من تعاون إلى عداء بعد اندلاع الأزمة السورية، حيث دعمت تركيا المعارضة السورية واستضافت اللاجئين، بينما اتهم الأسد أنقرة بالتدخل في الشأن السوري.

        إيران وروسيا: حافظ الأسد على علاقات استراتيجية مع إيران وروسيا، حيث قدمت الدولتان دعمًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا للنظام السوري خلال الحرب الأهلية. لعبت روسيا دوراً حاسماً في بقاء النظام من خلال التدخل العسكري المباشر عام 2015.

        الانتقادات والاتهامات

          جرائم الحرب: اتهم الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، إلى جانب قصف المستشفيات والمدارس.

          الفساد وانعدام الشفافية: وُجهت انتقادات للنظام بسبب الفساد المستشري، وسوء إدارة الاقتصاد الذي انهار خلال سنوات الحرب.

          الانتخابات الرئاسية 2021

            أجريت آخر انتخابات رئاسية في سوريا يوم 26 مايو 2021، وبلغت نسبة المشاركة وفقاً للسلطات 78.64%. حصل الأسد على 95.1% من الأصوات. وعلق بشار الأسد على النتائج بأنها “انتصار للإرادة الوطنية”. ومع ذلك، رفضت المعارضة والمجتمع الدولي نتائج الانتخابات، ووصفتها بأنها تفتقر إلى النزاهة.

            العلاقة مع الولايات المتحدة والعقوبات

              التوترات والعقوبات: فرضت الولايات المتحدة عقوبات قاسية على النظام السوري ضمن “قانون قيصر”، مستهدفة الاقتصاد السوري ومؤسسات النظام. واتهمت واشنطن الأسد بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان.

              سقوط النظام في 8 ديسمبر 2024

                في 8 ديسمبر 2024، انهار نظام بشار الأسد بشكل مفاجئ إثر تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية. ساهمت عدة عوامل في سقوط النظام:

                تزايد الاحتجاجات الشعبية: رغم القمع، تجددت الاحتجاجات في مناطق واسعة نتيجة الفقر والجوع والانهيار الاقتصادي.

                التراجع الروسي: قللت روسيا دعمها بسبب ضغوط داخلية وخارجية عليها.

                الخلافات الداخلية: تفاقمت الانقسامات داخل النظام نفسه، مع تراجع ولاء بعض الشخصيات الرئيسية.

                التدخل الإقليمي: لعبت الدول العربية وتركيا دوراً في تقويض النظام، عبر دعم المعارضة وتكثيف الضغوط الدبلوماسية.

                  مثّل سقوط نظام بشار الأسد نهاية فصل دامٍ في تاريخ سوريا، حيث تركت سياساته البلاد في حالة دمار شامل. يبقى مستقبل سوريا مرهوناً بقدرتها على بناء نظام سياسي جديد يحقق المصالحة الوطنية ويستجيب لتطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة.

                  Join Whatsapp