Trump harris netanyahu

تعد الانتخابات الأميركية القادمة محطة هامة قد تؤثر بشكل كبير على سياسات أميركا في الشرق الأوسط، خاصةً في ظل تباين الرؤى بين الجمهوريين والديمقراطيين حول المنطقة. وفي حال فوز دونالد ترامب أو كمالا هاريس، من المتوقع أن تختلف استراتيجياتهم وتوجهاتهم إزاء الشرق الأوسط بطرق ملحوظة، مما قد يؤدي إلى تداعيات مختلفة على سياسات الدول الرئيسية في المنطقة، وأبرزها إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو. لنلقِ نظرة على كيفية تأثير كل منهما، وما قد يعنيه هذا لسياسات نتنياهو في المنطقة.

  1. تأثير ترامب على الشرق الأوسط

في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، من المتوقع أن يتبنى سياسات مشابهة لتلك التي اتبعها خلال فترة رئاسته السابقة. من أهم هذه السياسات:

تقوية التحالفات مع الدول العربية المناهضة لإيران: من المحتمل أن يسعى ترامب إلى تعزيز الاتفاقيات الإبراهيمية، حيث سيواصل تشجيع مزيد من الدول العربية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مما قد يعزز مكانة نتنياهو كقائد متمرس قادر على إقامة علاقات قوية مع جيرانه العرب.

التشدد ضد إيران: ترامب قد يتخذ موقفًا أكثر صرامة ضد إيران مقارنة بإدارة بايدن، وربما يعود إلى سياسة العقوبات المكثفة وعزل إيران إقليمياً. هذا قد يلقى ترحيباً من نتنياهو، الذي يعتبر إيران تهديداً رئيسياً لإسرائيل. كما أن تبني موقف صارم تجاه إيران قد يدفع الأخيرة إلى مزيد من التوترات الإقليمية، ما قد يستغلّه نتنياهو لزيادة الدعم الداخلي والدولي.

دعم نتنياهو وسياساته الداخلية: ترامب كان داعماً لنتنياهو في الماضي، وقد يعيد دعمه مرة أخرى إذا عاد إلى الرئاسة، خاصةً فيما يتعلق بالمستوطنات والقدس الشرقية. هذا الدعم قد يعزز موقف نتنياهو داخلياً ويؤثر بشكل مباشر في سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

  1. تأثير كمالا هاريس على الشرق الأوسط

بالمقابل، إذا انتهت الانتخابات بفوز كمالا هاريس، فمن المحتمل أن تتخذ نهجاً أقرب إلى سياسات بايدن، إلا أن تأثيرها قد يكون أكثر تقدمية في قضايا حقوق الإنسان والعدالة. من المتوقع أن تركز هاريس على:

استمرار دعم الاتفاق النووي الإيراني: إذا عادت إلى البيت الأبيض، من المحتمل أن تتبنى سياسة تهدف إلى التفاوض مع إيران والعودة إلى الاتفاق النووي، على غرار إدارة بايدن. هذا النهج قد يزعج نتنياهو، الذي يعتبر الاتفاق النووي تهديداً لأمن إسرائيل، وقد يؤدي إلى توترات بين الجانبين.

التوازن في دعم حقوق الفلسطينيين: هاريس قد تكون أكثر انفتاحاً على دعم الفلسطينيين، والدعوة إلى الالتزام بحقوق الإنسان، والحد من السياسات الإسرائيلية الصارمة في الضفة الغربية والقدس. هذا قد يضع ضغوطاً إضافية على نتنياهو، ويزيد من التوترات داخل إسرائيل وبين الولايات المتحدة.

التركيز على الحقوق والقيم الديمقراطية: يمكن أن يكون هناك تركيز على حقوق الإنسان والديمقراطية في المنطقة، ما قد يعقد تعامل هاريس مع نتنياهو، خاصة إذا استمرت الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ سياسات لا تحظى بقبول دولي واسع.

تأثير هذه السياسات على “جنون” نتنياهو

سواءً فاز ترامب أو هاريس، سيجد نتنياهو نفسه أمام تحديات واضطرابات سياسية في المنطقة. ففي حال فوز ترامب، قد يزداد تحفيز نتنياهو على اتخاذ قرارات جريئة وربما صدامية، مستغلاً الدعم الأميركي القوي كغطاء سياسي. أما في حال فوز هاريس، فقد يضطر نتنياهو إلى التعامل بحذر وتجنب التصعيد، خاصةً إذا تعرضت إسرائيل لضغوط دولية متزايدة لدعم حقوق الفلسطينيين وتجنب التصعيد مع إيران.

سيؤدي فوز أي من الطرفين إلى إعادة تشكيل الديناميكيات في الشرق الأوسط بطرق مختلفة، وستكون إسرائيل ونتنياهو في قلب هذا التحول.

Join Whatsapp