ليلة الأسد الأخيرة قبل سقوط النظام السوري

ليلة الأسد الأخيرة قبل سقوط النظام السوري

وكالة أسنا للأخبار ASNA – كانت ليلة السابع من ديسمبر/كانون الأول 2024 حاسمة في تاريخ سوريا. فقد شهدت العاصمة دمشق نهاية حكم دام خمسة عقود لعائلة الأسد، لتُطوى صفحة النظام الذي استنزف البلاد في صراعات دامية.

التحركات الروسية المفاجئة

كشف المستشار الروسي، رامي الشاعر، أن موسكو لعبت دورًا محوريًا في تلك الليلة المصيرية. بعد وصول المعارضة إلى مشارف حمص، طلبت روسيا من بشار الأسد إصدار أوامر بالانسحاب من الجبهات لتجنب مواجهة قد تؤدي إلى مجزرة شاملة. وافقت إيران على الخطة، حيث أدركت ضعف الدفاعات السورية، وحرصت على تفادي مواجهة كارثية.

مساء السبت، حضر فريق من القوات الخاصة الروسية إلى القصر الجمهوري في دمشق لتنفيذ عملية إجلاء عائلة الأسد. تضمنت العملية اصطحاب الأسد وزوجته أسماء وأبنائهما إلى قاعدة حميميم، ومنها إلى موسكو. رافقهم منصور عزام، وزير شؤون رئاسة الجمهورية، الذي يُعتبر “كاتم أسرار الأسد”. اللافت أن شقيق الأسد، ماهر، لم يُبلغ بالخطة، مما أثار غضبه.

خروج الأسد

وفق مصادر من القصر الجمهوري، طلب الأسد قبل مغادرته إحضار ابنه كريم، المعروف بالرمز “35”، إلى القصر الرئاسي. كانت الأجواء مشحونة ومليئة بالغموض، إذ خرج الأسد من البلاد دون علم أقرب المقرّبين منه. أكدت الرئاسة الروسية لاحقًا أن الأسد حصل على حق اللجوء الإنساني بقرار من الرئيس بوتين، دون الكشف عن تفاصيل وصوله إلى موسكو.

نهاية عهد وبداية جديدة

كانت تلك الليلة أشبه بالطوفان، إذ انهار نظام الأسد تحت وطأة الضغوط العسكرية والسياسية، تاركًا خلفه مئات الآلاف من القتلى والملايين من اللاجئين والنازحين. رغم السنوات الطويلة من القمع، استعاد الشعب السوري الأمل في مستقبل جديد، بعيدًا عن البراميل المتفجرة والجيوش الأجنبية.

دمشق كما لم تكن من قبل

في أقدم عاصمة مأهولة في العالم، بدا أن النجوم أقرب إلى الأرض، وكأن المدينة تستعيد شيئًا من بهائها الضائع. لكن الطريق إلى الحرية كان مكلفًا، محفوفًا بالمآسي والدماء. فقد شهدت البلاد سنوات من الألم والانقسام، حتى أصبحت مآسيها جزءًا من ذاكرتها الجمعية.

الأسد: من الوريث إلى اللاجئ

ينتمي بشار الأسد إلى جيل من الحكام الذين ورثوا السلطة، لكنه فشل في الحفاظ عليها. رغم صورته كطبيب عيون مثقف، كان حكمه رمزًا للوحشية، وامتدت يده لتطال شعبه بالقمع والتدمير. انتهت مسيرته السياسية في ليلة واحدة، لكن الجروح التي خلفها نظامه ستظل تروي معاناة السوريين لسنوات قادمة.

هكذا، كانت ليلة الأسد الأخيرة بمثابة انعطافة في تاريخ سوريا الحديث، إذ سقط النظام وبدأ فصل جديد من الصراع والتحديات لإعادة بناء البلاد.

Join Whatsapp