غرينلاند: التأسيس، السكان، الاقتصاد، والحكومة
التأسيس والتاريخ
غرينلاند، التي تعد أكبر جزيرة في العالم، تقع في شمال المحيط الأطلسي وهي جزء من مملكة الدنمارك. أول من استوطنها هم الإنويت قبل حوالي 4500 عام، حيث عاشوا على صيد الحيتان والفقمات. في أواخر القرن العاشر الميلادي، وصل المستكشف الإسكندنافي إريك الأحمر إلى الجزيرة وأسماها “غرينلاند” لجذب المستوطنين من آيسلندا والنرويج، رغم أن مساحات واسعة منها مغطاة بالجليد.
في القرن الثامن عشر، استعادت الدنمارك سيطرتها على الجزيرة، وأصبحت رسمياً جزءاً من المملكة عام 1814. في عام 1979، مُنحت غرينلاند حكماً ذاتياً، وفي عام 2009 حصلت على مزيد من الصلاحيات، بما في ذلك السيطرة على مواردها الطبيعية.
السكان
عدد سكان غرينلاند يبلغ حوالي 56,000 نسمة، ما يجعلها واحدة من أقل المناطق كثافة سكانية في العالم. غالبية السكان هم من الإنويت، الذين يشكلون نحو 88% من السكان، بينما البقية دنماركيون وأوروبيون آخرون. العاصمة نوك هي المركز السكاني الأكبر، وتضم الحكومة ومؤسسات التعليم العالي.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد غرينلاند بشكل أساسي على الصيد البحري، خاصة صيد الروبيان والأسماك التي تشكل أكثر من 90% من صادراتها. هناك اهتمام كبير باستخراج الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز والمعادن النادرة، لكن التحديات البيئية والبنية التحتية المحدودة تؤخر الاستثمار في هذه المجالات.
السياحة أيضاً تلعب دوراً متزايداً، حيث يأتي الزوار لاستكشاف المناظر الطبيعية الجليدية والحياة البرية الفريدة. وتعتمد غرينلاند بشكل كبير على الدعم المالي من الدنمارك، والذي يشكل حوالي ثلثي ميزانيتها.
الحكومة
غرينلاند تتمتع بحكم ذاتي ضمن إطار المملكة الدنماركية. لديها برلمان محلي يسمى Inatsisartut يتألف من 31 عضواً، ويتم انتخابهم كل أربع سنوات. الحكومة المحلية مسؤولة عن قطاعات مثل الصحة والتعليم والموارد الطبيعية، بينما تظل قضايا الدفاع والسياسة الخارجية من مسؤوليات الدنمارك.
غرينلاند والسياسة الأميركية: تصريحات ترامب
في عام 2019، أثار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب جدلاً واسعاً عندما أعرب عن رغبته في شراء غرينلاند من الدنمارك. ووصف الفكرة بأنها “صفقة عقارية ضخمة”، مشيراً إلى الأهمية الجيوسياسية والاقتصادية للجزيرة، خاصة مع ذوبان الجليد القطبي الذي يفتح طرقاً بحرية جديدة ويكشف عن موارد طبيعية هائلة.
ردت الحكومة الدنماركية بسرعة، مؤكدة أن غرينلاند ليست للبيع. رئيسة الوزراء الدنماركية آنذاك، ميته فريدريكسن، وصفت الفكرة بأنها “سخيفة”، مما أثار استياء ترامب ودفعه إلى إلغاء زيارة مخططة إلى الدنمارك. من جانبها، أكدت حكومة غرينلاند التزامها بالبقاء جزءاً من المملكة الدنماركية، مشددة على أهمية التعاون مع الشركاء الدوليين.
غرينلاند هي جزيرة ذات أهمية استراتيجية وجيولوجية كبرى، حيث تمثل تحدياً فريداً في التوازن بين الاستقلال المحلي والارتباط بالمملكة الدنماركية. تصريحات ترامب سلطت الضوء على الموقع الجغرافي والموارد الاقتصادية للجزيرة، لكنها أكدت أيضاً على أهمية احترام السيادة الوطنية والرغبة الشعبية لسكانها.