"خليج المكسيك أم خليج أمريكا؟ جدل التسمية وقرار ترامب المثير للجدل"

ترامب يعيد تسمية خليج المكسيك إلى “خليج أمريكا”

يُعد خليج المكسيك واحدًا من أهم المسطحات المائية في نصف الكرة الغربي، حيث يمتد على مساحة تقارب 1.6 مليون كيلومتر مربع، ويحده من الشمال والشرق والغرب الولايات المتحدة، ومن الجنوب المكسيك وكوبا. يلعب الخليج دورًا اقتصاديًا واستراتيجيًا بارزًا، إذ يشكل جزءًا مهمًا من حركة التجارة والنقل البحري، بالإضافة إلى كونه مصدرًا رئيسيًا للموارد الطبيعية، مثل النفط والغاز.

لمحة تاريخية عن الخليج وتسميته

تعود تسمية خليج المكسيك إلى القرن السادس عشر عندما بدأ المستكشفون الأوروبيون، وخاصة الإسبان، في استكشاف المنطقة الواقعة جنوب القارة الأمريكية الشمالية. منذ ذلك الحين، ظل الخليج يحمل هذا الاسم، الذي يعكس علاقته التاريخية بالمكسيك التي تمتلك جزءًا من سواحله. تاريخيًا، شهد الخليج العديد من الأحداث المهمة، بدءًا من الاستكشافات الاستعمارية وصولًا إلى الحروب والصراعات البحرية، مثل الحرب الأمريكية الإسبانية عام 1898، وحتى الأزمات البيئية مثل تسرب النفط من منصة “ديب ووتر هورايزن” عام 2010.

إعادة تسمية الخليج إلى “خليج أمريكا”

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 يناير 2025 الأمر التنفيذي رقم 14172، الذي يقضي بإعادة تسمية “خليج المكسيك” إلى “خليج أمريكا”. وبرر الرئيس هذا القرار بأن الخليج كان دائمًا “جزءًا لا يتجزأ من الأمة الأميركية”، مؤكدًا على ضرورة إعادة الأسماء التي تعكس “عظمة أميركا”.

وفي 9 فبراير 2025، وخلال زيارته الأولى للخليج بعد إعادة تسميته، أعلن ترامب “يوم خليج أمريكا”، داعيًا المسؤولين والمواطنين إلى الاحتفال بهذه المناسبة من خلال برامج وأنشطة خاصة.

ردود الفعل والتداعيات

أثار القرار ردود فعل متباينة داخل الولايات المتحدة وخارجها. فمن ناحية، رحب أنصار ترامب بالخطوة باعتبارها تأكيدًا على الهوية القومية الأميركية، فيما اعتبرها آخرون محاولة لتسييس الأسماء الجغرافية وإثارة الجدل في العلاقات مع الدول المجاورة، خصوصًا المكسيك التي لم تصدر بيانًا رسميًا حتى الآن، لكنها أبدت عبر وسائل إعلامها اعتراضًا على هذه الخطوة.

من الناحية القانونية، يطرح القرار تساؤلات حول مدى إمكانية فرض التسمية الجديدة على الخرائط الرسمية والوثائق الدولية، خاصة أن اسم “خليج المكسيك” مستخدم عالميًا ومعترف به من قبل الأمم المتحدة والمؤسسات الجغرافية الدولية.

يظل خليج المكسيك، أو “خليج أمريكا” كما أطلق عليه ترامب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، سواء من الناحية الاقتصادية أو البيئية أو الاستراتيجية. ورغم الجدل حول إعادة تسميته، يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان هذا القرار سيجد قبولًا دوليًا أم سيظل مجرد إجراء داخلي يعكس توجهات الإدارة الأميركية الحالية.

Join Whatsapp