احتفلت إثيوبيا بدخول العام الجديد 2017 في 11 سبتمبر 2024

احتفلت إثيوبيا بدخول العام الجديد 2017 في 11 سبتمبر 2024 وفقًا لتقويمها الفريد الذي يتأخر بسبع سنوات عن التقويم الميلادي. يعتمد هذا التقويم على تقاليد الكنيسة القبطية، ويعرف محليًا بالتقويم الإثيوبي. يتألف التقويم من 13 شهرًا، حيث تحتوي الأشهر الـ12 الأولى على 30 يومًا لكل منها، بينما يتألف الشهر الـ13 من 5 أو 6 أيام، ويضاف اليوم السادس في السنوات الكبيسة التي تحدث كل أربع سنوات. يتمسك الإثيوبيون بهذا التقويم كجزء من هويتهم الثقافية والدينية.

التقويم الإثيوبي: تاريخ طويل وجذور دينية عميقة

التقويم الإثيوبي هو أحد أقدم التقاويم المستخدمة اليوم، ويعود تاريخه إلى الجذور المسيحية المبكرة للبلاد. يعتمد على تقاليد الكنيسة القبطية، ويرتبط بعوامل دينية وثقافية جعلت إثيوبيا تتمسك بهذا النظام حتى اليوم.

البداية والتاريخ:
تعود أصول التقويم الإثيوبي إلى الحسابات المبكرة للأقباط في مصر، الذين اعتمدوا على التقويم اليولياني الروماني. في القرون الأولى للمسيحية، تأثرت إثيوبيا بشكل كبير بالكنيسة القبطية المصرية، مما أدى إلى اعتماد التقويم الذي كان يعتمد على الحسابات الفلكية القديمة. التقويم القبطي، الذي يستند إلى الحسابات الفلكية المصرية القديمة، تم تعديله في إثيوبيا ليتوافق مع الثقافة المحلية.

اختلافات التقويم الإثيوبي عن الميلادي:
التقويم الإثيوبي يتأخر بسبع سنوات عن التقويم الميلادي المستخدم على نطاق واسع في معظم دول العالم. هذا التأخير يعود إلى الاختلاف في الحسابات المتعلقة بميلاد المسيح. بينما تعتمد الكنيسة الغربية على الحساب الغريغوري الذي أُدخل في عام 1582، بقيت إثيوبيا ملتزمة بالتقويم اليولياني الأقدم، مما خلق فرق السنوات السبعة.

مكونات السنة الإثيوبية:
السنة الإثيوبية تتألف من 13 شهرًا، حيث تتكون الأشهر الاثني عشر الأولى من 30 يومًا لكل منها، أما الشهر الثالث عشر، الذي يعرف بـ “باغومي”، فيتكون من 5 أيام أو 6 أيام في السنوات الكبيسة. هذا الشهر الصغير هو جزء فريد من تقاليد إثيوبيا، حيث يمثل فترة انتقالية بين العامين.

التقاليد المرتبطة بالعام الجديد:
العام الإثيوبي الجديد يُحتفل به في 11 سبتمبر، ما لم تكن السنة كبيسة فيأتي الاحتفال في 12 سبتمبر. هذا التاريخ يمثل بداية فصل الربيع في إثيوبيا، حيث تتفتح الأزهار وتنتشر مظاهر الطبيعة الخضراء. يُعد العام الجديد مناسبة للاحتفال والتجمعات العائلية، حيث يتم تبادل الهدايا وإقامة الطقوس الدينية.

أهمية التقويم في الهوية الإثيوبية:
تمسك إثيوبيا بتقويمها يعكس عمق الهوية الثقافية والدينية للبلاد. بالنسبة للإثيوبيين، التقويم ليس مجرد وسيلة لحساب الأيام، بل هو جزء من تاريخهم وتراثهم الروحي. الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على هذا التقليد، حيث تُعدّ القيم الدينية أحد الأعمدة الأساسية التي تدعم بقاء هذا النظام الفريد.

التقويم الإثيوبي في العالم الحديث:
على الرغم من أن معظم دول العالم تتبع التقويم الميلادي، إلا أن إثيوبيا لا تزال ملتزمة بتقويمها الخاص. هذا التمسك يأتي من رغبة البلاد في الحفاظ على تراثها الثقافي والديني. وبالرغم من ذلك، فإن إثيوبيا تستخدم التقويم الميلادي في المعاملات التجارية والعلاقات الدولية، مع الاحتفاظ بتقويمها في المناسبات الدينية والثقافية.

التقويم الإثيوبي هو جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية والدينية في إثيوبيا. إنه يربط بين الماضي والحاضر، ويعكس عمق التقاليد الدينية التي حافظت عليها البلاد عبر القرون.

Join Whatsapp