رئيس الوزراء جاستن ترودو يواجه استقالة متوقعة: تفاصيل الأزمة السياسية في كندا
تتزايد التوقعات بشأن استقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من منصبه في الأيام القليلة المقبلة، وسط تصاعد الانتقادات الموجهة لسياساته الليبرالية والضغوط المتزايدة من داخل حزبه وخارجه. تأتي هذه التطورات في ظل أزمات سياسية واقتصادية تعصف بالبلاد وتحديات متعلقة بالتضخم وارتفاع تكاليف المعيشة.
تفاصيل الأزمة
مصادر داخلية أكدت لصحيفة The Globe and Mail أن ترودو قد يعلن عن استقالته في أقرب وقت، وربما قبل اجتماع وطني حاسم لحزبه الليبرالي المقرر يوم الأربعاء. الهدف من هذا التوقيت هو تجنب مظهر الإقالة أو الضغط من الحزب.
خلفية الاستقالة
- استقالة كريستيا فريلاند:
في 16 ديسمبر، أعلنت وزيرة المالية ونائبة رئيس الوزراء كريستيا فريلاند استقالتها المفاجئة.- أوضحت فريلاند أن خلافاتها مع ترودو بشأن سياسات الإنفاق و”أفضل مسار لمستقبل كندا” كانت السبب الرئيسي لقرارها.
- أشارت إلى قلقها من استخدام “حيل إنفاقية” وتأثيرها على الوضع الاقتصادي المتأزم.
- استقالتها جاءت في اليوم ذاته الذي كان من المقرر أن تقدم فيه تحديثًا ماليًا، مما زاد من حدة الأزمة.
- العلاقة مع إدارة ترامب:
- زادت التوترات مع الولايات المتحدة مع تهديد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على البضائع الكندية.
- زيارة ترودو لمنتجع ترامب “مار-إيه-لاجو” أثارت انتقادات حادة في كندا، خاصة بعد تصريحات ترامب الساخرة عن تحويل كندا إلى ولاية أمريكية.
- السياسات الحدودية الجديدة:
- تحت ضغط الأزمة، أعلنت الحكومة الكندية إجراءات صارمة للحد من الهجرة غير النظامية والاتجار بالمخدرات.
- تضمنت الإجراءات استخدام طائرات مروحية وطائرات بدون طيار وأنظمة مراقبة متطورة، إلى جانب تعزيز تنسيق الدوريات الحدودية.
- على الرغم من هذه الجهود، إلا أن السياسات وُصفت بأنها محاولة “لتقليد سياسات ترامب”، مما أثار استياء أوساط واسعة.
المرشحون المحتملون لخلافة ترودو
- مارك كارني:
- المصرفي الاستثماري البارز، البالغ من العمر 59 عامًا، يجري محادثات مكثفة مع أعضاء الحزب الليبرالي لتأمين دعمهم لقيادته.
- دومينيك ليبلان:
- وزير المالية الجديد، يجري محادثات مع ترودو حول إمكانية توليه المنصب كرئيس وزراء مؤقت حتى يتم اختيار زعيم جديد.
- أحزاب المعارضة:
- في ظل الانقسامات داخل الحزب الليبرالي، يزداد نفوذ حزب المحافظين وزعيمه بيير بوليفر، ما يشكل تهديدًا للحزب في الانتخابات القادمة.
السيناريوهات المستقبلية
- إذا أعلن ترودو استقالته قريبًا، فإن الحزب الليبرالي سيحتاج إلى اتخاذ قرار سريع بشأن قيادة مؤقتة.
- من المتوقع أن تستغرق عملية اختيار زعيم جديد ثلاثة أشهر على الأقل، مما يفتح الباب أمام مزيد من الاضطرابات السياسية.
- قد يبقى ترودو في منصبه حتى يتم التعامل مع القضايا العالقة مع الإدارة الأمريكية، بما في ذلك تهديد الرسوم الجمركية.
تمر كندا بمنعطف سياسي حساس مع تصاعد الأزمات الاقتصادية والخلافات داخل الحزب الليبرالي. قرار جاستن ترودو بالاستقالة قد يشكل بداية مرحلة جديدة في السياسة الكندية، لكنه أيضًا يضع البلاد أمام تحديات كبيرة في ظل تراجع شعبية الحزب وصعود المعارضة.