"إقالة غالانت: مناورة سياسية خطيرة لنتنياهو في قلب أزمة أمنية"

إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على يد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أثارت موجة من الجدل في الساحة السياسية والإعلامية، حيث جاءت هذه الخطوة في توقيت حاسم تزامن مع انشغال وسائل الإعلام العالمية بالانتخابات الأميركية، وأزمة التسريبات الأمنية في إسرائيل. أثار هذا القرار انتقادات من جهات مختلفة، بما فيها وزير الدفاع السابق بني غانتس، الذي وصف الإقالة بأنها سياسة تُمارس على حساب الأمن القومي.

بحسب مراسل عسكري لإذاعة الجيش، اختار نتنياهو توقيت إقالة غالانت بعناية في ظل وجود عدة قضايا تشغل الرأي العام المحلي والدولي. ففي الوقت الذي يتابع فيه العالم الانتخابات الأميركية، تعصف بإسرائيل قضية التسريبات الأمنية، والتي تُعتبر تحديًا حقيقيًا لأمن البلاد. وقد تم فتح تحقيق آخر من قبل الشرطة يتناول أحداثًا مرتبطة ببداية الحرب، الأمر الذي أضاف مزيدًا من الضغط على مكتب نتنياهو ودفعه إلى تحويل الأنظار نحو قرار الإقالة.

وقد برر نتنياهو قراره بإقالة غالانت بأنه يهدف إلى تعزيز الثقة داخل القيادة الأمنية، مؤكدًا أن الأمن القومي الإسرائيلي على رأس أولوياته، وخاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية. وقال إن العلاقة بينه وبين غالانت بدأت تتآكل في الأشهر الأخيرة بسبب اختلافات كبيرة في إدارة الحملة العسكرية الحالية، وهو ما أدى إلى تصدّع الثقة بينهما. وأشار إلى أن هذه الخلافات لم تقتصر على نقاشات داخلية، بل تسربت إلى العلن، مما أضر بالثقة العامة وبموقف إسرائيل أمام أعدائها.

نتنياهو أعلن أيضًا تعيين إسرائيل كاتس كوزير للدفاع، مشيرًا إلى أن كاتس يمتلك خبرات واسعة في مجالات الأمن والسياسة، وشغل سابقًا مناصب هامة كوزير للخارجية والمالية والاستخبارات. ووصفه بأنه شخص يتمتع بالحزم والهدوء، وهي سمات ضرورية لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل حاليًا. إلى جانب ذلك، أعلن نتنياهو عن تعيين جدعون ساعر وزيرًا للخارجية، معربًا عن أمله في أن يسهم انضمام ساعر في تحقيق الاستقرار للحكومة والائتلاف الحاكم.

أثارت هذه التعيينات اهتمام وسائل الإعلام، وسط تساؤلات حول تأثيرها على الوضع السياسي في إسرائيل، ومدى قدرة القيادة الجديدة على مواجهة التحديات الأمنية والسياسية، خاصة في ظل انقسام الآراء داخل الحكومة ومجلس الوزراء. يرى البعض أن هذه التحركات تهدف إلى إحكام السيطرة السياسية وتعزيز التحالفات الداخلية، بينما يعتبر آخرون أن الوضع الراهن يتطلب وحدة أكبر وليس تغييرات مفاجئة في القيادة.

في نهاية البيان، أكد نتنياهو على ثقته بأن هذه الخطوات ستعزز من تماسك الحكومة وتؤدي إلى تعاون أكبر بين أعضاء القيادة لضمان أمن الدولة وتحقيق الانتصار في المعركة المستمرة.

Join Whatsapp