"اشتباك ناري وصراع الأنفاق: مقتل 6 من نخبة الجيش الإسرائيلي على يد حزب الله في جنوب لبنان

في تطور جديد على جبهة الصراع بين إسرائيل وحزب الله، أعلنت مصادر رسمية في الجيش الإسرائيلي عن مقتل ضابط وخمسة جنود آخرين ينتمون إلى الكتيبة 51 التابعة للواء “غولاني”، وذلك في اشتباك مباشر وقع في جنوب لبنان. وأوضح بيان الجيش أن الحادث أسفر أيضًا عن إصابة أربعة جنود آخرين.

ووفقًا لتقرير من صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فإن العملية تمت في مواجهة مباشرة من مسافة قريبة مع مقاتلين من حزب الله، كانوا قد نصبوا كمينًا للقوات الإسرائيلية من داخل مبنى تم قصفه مسبقًا قبل دخول القوة إليه. وتشير المصادر إلى أن مقاتلي حزب الله ربما استخدموا نفقًا للوصول إلى الموقع ومن ثم غادروا المنطقة بعد الاشتباك.

ارتفاع حصيلة القتلى الإسرائيليين

وبحسب ما ورد، فإن هذه الخسائر الأخيرة رفعت عدد القتلى الإسرائيليين في جنوب لبنان منذ بداية التصعيد العسكري في سبتمبر الماضي إلى 53 من الضباط والجنود. وتعتبر هذه الخسائر واحدة من أكبر الضربات التي يتعرض لها الجيش الإسرائيلي في المنطقة منذ بداية هذه الجولة من المواجهات.

ظروف الاشتباك والتكتيكات المستخدمة

تشير التفاصيل الأولية إلى أن مقاتلي حزب الله تمكنوا من تنفيذ الكمين بفضل تكتيكات تعتمد على الأنفاق والتخفي، وهو ما أعاق تحركات القوات الإسرائيلية وأوقعها في مرمى النيران المباشرة. وتعكس هذه الأحداث مدى تعقيد الأوضاع في الجنوب اللبناني، إذ تتزايد الاشتباكات المباشرة من مسافات قريبة، مما يجعل القوات الإسرائيلية في مواجهة صعبة أمام تكتيكات حزب الله.

السياق الأوسع للمواجهة

يأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة من الهجمات والاشتباكات المستمرة على طول الحدود اللبنانية، حيث تستمر إسرائيل في تنفيذ عمليات عسكرية منذ سبتمبر، موجهة ضربات جوية ومدفعية ضد مواقع يُعتقد أنها تابعة لحزب الله. في المقابل، اعتمد حزب الله أسلوب الكمائن والعمليات المفاجئة في استهداف القوات الإسرائيلية، مستفيدًا من تضاريس المنطقة واستراتيجيات الهجوم غير التقليدية.

تداعيات محتملة

يرى المراقبون أن تزايد الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي قد يساهم في تغيير بعض جوانب الاستراتيجية العسكرية في المنطقة، وربما يقود إلى تصعيد أكبر في المستقبل القريب إذا استمرت العمليات العسكرية بهذه الوتيرة. وقد تضع هذه التطورات ضغوطًا على صانعي القرار في إسرائيل، خصوصًا إذا استمرت المقاومة اللبنانية في تسجيل نجاحات مماثلة على صعيد العمليات الميدانية.

يبقى الوضع في جنوب لبنان مفتوحًا على احتمالات عديدة، وسط تصاعد وتيرة الاشتباكات والخسائر بين الجانبين، ما يثير مخاوف من إمكانية تحول الصراع إلى حرب أوسع تشمل عمليات عسكرية أكثر شمولية على الحدود الشمالية لإسرائيل.

Join Whatsapp