الغارات الاسرائيلية على حزب الله

وكالة أسنا للأخبار ASNA – على مدار السنوات القليلة الماضية، تمكنت إسرائيل من تحقيق مكاسب هامة ضد حزب الله المدعوم من إيران، ويعزى جزء كبير من هذه الإنجازات إلى تورط حزب الله في الحرب السورية إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد. وفقًا لتقرير جديد نشرته صحيفة فايننشال تايمز، فإن مشاركة حزب الله في قمع الانتفاضة السورية أضعف قدراته الداخلية وسهل على الاستخبارات الإسرائيلية اختراقه بشكل غير مسبوق.

في الأشهر الأخيرة، نفذت إسرائيل سلسلة من الهجمات ضد حزب الله، شملت تفجيرات استهدفت عددًا من قادة الحزب عبر وسائل الاتصالات. هذه الهجمات أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف من مقاتلي حزب الله في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. ومن بين تلك الهجمات، غارة جوية إسرائيلية استهدفت قادة كبار في الحزب، بما في ذلك اغتيال زعيم الحزب حسن نصر الله في مخبأ تحت الأرض في بيروت، وهو ما يعد أحد أكبر الضربات التي تلقاها الحزب خلال تاريخه الممتد لأربعة عقود.

دور سوريا في كشف نقاط ضعف حزب الله

منذ بداية تدخله في الحرب السورية عام 2012، بدأ حزب الله يفقد تماسكه الداخلي، وهو ما ساعد إسرائيل في فهم بنيته بشكل أكبر. هذا التوسع السريع للحزب وضعف الرقابة الداخلية أدى إلى اختراقات كبيرة، كما يوضح التقرير. وفقًا لـ رندا سليم، محللة في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، فإن هذا التوسع أضعف قدرة الحزب على السيطرة على عناصره بشكل دقيق، مما فتح الباب أمام الاستخبارات الإسرائيلية لتحديد القادة والمواقع بشكل أكثر دقة.

استخدمت الاستخبارات الإسرائيلية تقنيات متقدمة لتحليل أنماط حركة أفراد الحزب وجمع معلومات حساسة من أجهزة الهواتف الذكية والكاميرات المراقبة، وحتى الأجهزة المنزلية مثل أجهزة التلفاز الذكية. هذا الكم الهائل من المعلومات سمح لإسرائيل باختراق شبكات الحزب على نطاق أوسع، وتحقيق مكاسب عسكرية وأمنية هامة.

التكنولوجيا الإسرائيلية في مواجهة حزب الله وحماس

إسرائيل تعتمد منذ سنوات على التكنولوجيا المتطورة لتعزيز دفاعاتها. استخدمت تل أبيب تقنيات التعرف على الوجه وشبكات الكاميرات والهواتف الذكية لجمع المعلومات عبر مناطق مثل قطاع غزة. لكن، ورغم هذا التفوق التكنولوجي، أظهرت الهجمات التي نفذتها حماس في أكتوبر الماضي أن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا قد يكون له نقاط ضعف. فقد استغل مقاتلو حماس هذه الثغرات بتنفيذ هجمات تقليدية وفعالة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 شخص وأسر مئات آخرين.

يُظهر هذا التقرير كيف أسهم تورط حزب الله في الحرب السورية في كشف نقاط ضعفه أمام إسرائيل. فبينما كان الحزب يوسع نشاطه لدعم نظام الأسد، تمكنت إسرائيل من اختراق شبكاته ومعرفة قادته وتحركاتهم، ما مكنها من تنفيذ عمليات نوعية ضد الحزب. هذا بالإضافة إلى التطور التكنولوجي الإسرائيلي الذي لا يزال يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز الأمن الإسرائيلي، رغم التحديات التي كشفت عنها الهجمات الأخيرة من حماس.

Join Whatsapp