شنَّ رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، هجوماً على وزير الأمن القومي المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو، إيتمار بن غفير، واعتبره مسؤولاً عن عملية إطلاق النار في القدس، التي وقعت يوم الجمعة 27 يناير/كانون الثاني 2023، وأسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين، وأثارت صدمةً وغضباً في الأوساط الإسرائيلية.
تصريحات لابيد جاءت في مداخلة لإذاعة “ynet”، التابعة لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، تعليقاً على اتهام بن غفير المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهراف ميارا، بتأخير الموافقة على إغلاق منزل مُنفّذ عملية القدس، خيري علقم، صباح السبت 28 يناير/كانون الثاني 2023، بدعوى دراسته.
لابيد قال إن “بن غفير تخصصه البحث عن المذنبين، بعيداً عن نفسه…”، مخاطباً وزير الأمن القومي: “أنت المسؤول، تحمّل المسؤولية بدلاً من البحث طوال اليوم عن شخص تُلقي عليه اللوم”.
أضاف لابيد أن بن غفير “لا يعرف كيف يفعل أي شيء، يعيش في (تطبيق) تيك توك، ويبحث عن شخص ما لإلقاء اللوم عليه، يلومون اليساريين ورجال القضاء، ويفعلون كل شيء ما عدا القيام بعملهم، لديك وظيفة، أنت وزير الأمن القومي”.
عقب دقائق ردَّ “بن غفير” عبر الإذاعة نفسها على لابيد، قائلاً: “إنه لَأمر مدهش أن يتهمني بالمسؤولية عن الهجوم بعد ثلاثة أسابيع في منصبي”.
أضاف بن غفير: “ربما يجب أن نتحدث عن العام والنصف الماضي (عمر الحكومة السابقة التي تناوَب على رئاستها نفتالي بينت ولابيد)، عندما تركا فجوة سوداء في وزارة الأمن القومي، ودمَّرا الأمن الشخصي لمواطني إسرائيل، وتسبَّبا في تصاعُد الإرهاب. نحن لدينا الكثير لإصلاحه، وأنا أتحمل المسؤولية”.
أثار الهجوم في القدس، الذي وقع بمستوطنة “النبي يعقوب”، صدمةً لدى “الإسرائيليين”، واعتبره البعض فشلاً لحكومة نتنياهو الجديدة، وإخفاقاً للوزير بن غفير، الذي حمّله إسرائيليون مسؤولية عملية إطلاق النار بمدينة القدس، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول.
في هذا السياق، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إن “عشرات المستوطنين الغاضبين هاجموا بن غفير لفظياً، أثناء وجوده في مكان تنفيذ العملية، وقالوا له: “هذه المجزرة حدثت في ظل ولايتك كوزير”.
كذلك بيَّن شريطٌ مصوَّر نشرته الصحيفة، أن شرطة الاحتلال أخرجت بن غفير من المكان تحت حماية مشددة، بعد أن هاجمه المستوطنون، عندما ظهر في مكان وقوع الهجوم عند الكنيس، وتوجَّهوا إليه بكلمات تحمّله مسؤولية الهجوم.
من جانبه، توعَّد رئيس الوزراء نتنياهو بردٍّ “قوي وسريع ودقيق” على عملية القدس، وذلك في الوقت الذي أرسل فيه الجيش الإسرائيلي مزيداً من القوات إلى الضفة الغربية المحتلة.
نتنياهو قال أثناء الاجتماع مع حكومته الأمنية المصغرة: “لا نسعى للتصعيد، لكننا مستعدون لأي سيناريو”، وأضاف في وقت لاحق أن الحكومة الأمنية المصغرة قررت إصدار المزيد من تصاريح حمل الأسلحة للمدنيين، لحماية أنفسهم من الهجمات، وقبل الاجتماع قال بن غفير إنه سيدفع باتجاه هذه الخطوة.
يُشار إلى أن هجوم القدس جاء بعد يوم من عملية نفَّذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة آخرين.