هجوم مسيّرة حزب الله يوقع عشرات الإصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي جنوب حيفا

في تطور خطير على الساحة العسكرية في الشمال الإسرائيلي، نفذ حزب الله هجومًا غير مسبوق باستخدام طائرة مسيّرة انقضّت على قاعدة للجيش الإسرائيلي في بلدة بنيامينا جنوب حيفا، مما أسفر عن إصابة 69 جنديًا، بينهم 20 مجندًا في حالة حرجة للغاية. واعتُبر هذا الهجوم الأكثر دموية منذ بداية الحرب الأخيرة.

تفاصيل الهجوم

بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، فإن طائرة مسيّرة أطلقتها عناصر حزب الله انقضت على غرفة الطعام في قاعدة تابعة للواء “غولاني” شمال إسرائيل، وتحديدًا في بلدة بنيامينا. وكان الهجوم مفاجئًا بشكل كبير حيث لم تُفعّل صفارات الإنذار قبل وقوع الانفجار، مما زاد من عدد الإصابات بين الجنود الإسرائيليين الذين كانوا داخل الغرفة في وقت الذروة.

وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت أن الطائرة المسيّرة كانت تحمل صواريخ انقضاضية، حيث أطلقت أحدها قبل أن تتجه نحو الهدف وتنفجر في داخله. هذا التكتيك المتقدم خُطط له بعناية، حيث أكد محللون عسكريون إسرائيليون أن حزب الله كان على علم بعدد الأشخاص الموجودين في الغرفة المستهدفة، ما يثير تساؤلات حول دقة استخباراته.

إصابات وخسائر كبيرة

وفقًا للتقارير الطبية الإسرائيلية، نُقل أكثر من 50 جنديًا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، ومن بين هؤلاء 20 مصابًا في حالة خطرة للغاية. وسائل إعلام إسرائيلية أضافت أن هناك 7 إصابات بالغة قد تكون مميتة. تم إرسال 50 سيارة إسعاف إلى مكان الحادث، في ظل حالة استنفار كبيرة.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن حالة من الصدمة والذهول بين الجنود والمستوطنين في المنطقة. نقلًا عن شهود عيان، لم يسمع أحد صفارات الإنذار قبل وقوع الهجوم، مما زاد من حجم الخسائر البشرية والمادية. أعرب المستوطنون في شمال إسرائيل عن قلقهم الشديد من تكرار هذه الهجمات.

فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية

الحدث الأمني أثار تساؤلات حول فعالية منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، إذ فشلت هذه المنظومات في اكتشاف الطائرة المسيّرة قبل وصولها إلى هدفها. وذكر تقرير إعلامي أن الطائرة تمكنت من قطع مسافة طويلة بعد إطلاقها من جنوب لبنان دون أن يتم رصدها أو تفعيل أي إنذار في المنطقة. هذا الفشل يُعتبر انتكاسة كبيرة للدفاعات الإسرائيلية، خاصة في ظل التوتر المتصاعد على الجبهة الشمالية.

رد حزب الله وتصريحات المقاومة

في بيان صادر عن المقاومة الإسلامية، أكد حزب الله مسؤوليته عن الهجوم، مشيرًا إلى أن العملية تأتي دعمًا للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وردًا على الهجمات الإسرائيلية ضد المدنيين في لبنان وفلسطين. وأشار البيان إلى أن الهجوم نفذ باستخدام مسيّرة انقضاضية، واستهدفت تجمعًا لقوات العدو في ثكنة زرعيت جنوب حيفا، مؤكداً أن الأهداف أصيبت بدقة. وجاء في البيان: “وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم”.

ردود الأفعال والتداعيات

الهجوم أثار ردود فعل واسعة النطاق في إسرائيل، حيث طالب العديد من المحللين العسكريين بإجابات من الجيش الإسرائيلي حول الفشل في منع هذا الهجوم، الذي وصف بأنه “الحدث الأصعب منذ بداية الحرب”. المحلل العسكري الإسرائيلي أمير بوحبوط أشار إلى أن هناك الكثير من الأسئلة التي يجب على الجيش الإجابة عليها فيما يتعلق بأداء منظومات الدفاع.

من جانب آخر، حذّر حزب الله المدنيين الإسرائيليين من التواجد بالقرب من القواعد العسكرية في الشمال، مؤكداً أن هذه الأماكن باتت أهدافًا محتملة لمزيد من الهجمات حتى إشعار آخر.

الهجوم الذي نفذته عناصر حزب الله باستخدام طائرة مسيّرة يُعتبر من أكبر التحديات التي تواجه إسرائيل على جبهتها الشمالية منذ بداية الصراع. ومع استمرار التوترات، يبدو أن الحدود اللبنانية الإسرائيلية مرشحة لمزيد من التصعيد العسكري، ما ينذر بتداعيات خطيرة قد تشمل مواجهات أوسع نطاقًا.

Join Whatsapp