ألقى الرئيس الأوكرانى، خطابا حماسيا أمام أعضاء مجلس النواب الأميركى، كأحد محطات زيارته الأولى للولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب بين بلاده وبين روسيا التى شنت غزوا عسكريا ضد كييف فى شهر شباط 2021.
وكان الرئيس الأميركى جو بايدن قد استقبل زيلينسكى فى وقت سابق، واعدا الأخير باستمرار الدعم الأميركى سواء العسكرى أو السياسى لأوكرانيا فى حربها المشتعلة ضد موسكو.
قدوم زيلينسكى إلى الكونغرس الأميركى كان محملا بالإيماءات والإشارات السياسية ذات المغزى، وبدا ذلك جليا فى تقديمه لعلم أوكرانى ممضى من قبل الجنود الأوكرانيين المتواجدين فى ساحات المعارك بربوع، لكل من المتحدثة باسم المجلس، نانسى بيلوسى، ونائبة الرئيس الأميركى، كامالا هاريس، لتحمل كل منهن العلم طوال فترة إلقاء زيلينسكى لخطابه الذى وصف بالعاطفى والمتحمس من قبل العديد من الحاضرين.
وأكد زيلينسكى فى بداية خطابه على صمود بلاده ضد الغزو الروسى، مطالبا المجلس بتوحيد موقفه إزاء القضية الأوكرانية، بعد ملاحظته غياب بعض نواب المجلس من أعضاء الحزب الجمهورى، وتطرق الرئيس الأوكرانى إلى مخاوف بعض المشرعين داخل المجلس من المصير المنتظر للمساعدات الأميركية السخية لكييف، حيث تقدر المساعدة الأخيرة لبلاده من قبل واشنطن بـ50 مليار دولار.
ووصف زيلينسكى تلك المساعدات الأميركية بال”إستثمار”ونافيا عنها صفة المساعدات الخيرية، مضيفا فى خطابه أن تلك المساعدات من شأنها مساعدة بلاده على الانتصار فى حربهم ضد الروس، مؤكدا عزم موسكو على مهاجمة المزيد من حلفاء أمبركا بالقارة الأوروبية العجوز حال سيطرتها على أوكرانيا.
بدى زيلينسكى فى خطابه الذى ألقاه بإنجليزية طليقة واثقا من فوز بلاده، شريطة استمرار الدعم العسكرى الأميركي، مردفا أن حكومته لن تطالب أبدا بمشاركة جيش الولايات المتحدة فى الحرب المشتعلة، نظرا لقدرة جنود الجيش الأوكرانى على إدارة الحرب، واستخدام الأسلحة الأميركية بكفاءة عالية، مازحا أن المدافع التى قدمها البنتاغون لكييف ليست كافية لهزيمة الغزو الروسى، مطالبا بالمزيد من الصواريخ والأسلحة.
“لدينا مدافع، نعم، شكرا لكم. هل هى كافية؟ لا اعتقد ذلك”، بالكلمات السابقة وبأسلوب متحمس ولكنه أقرب للمزاح، استطاع زيلينسكى انتزاع ضحكات نواب المجلس المستمعين لخطابه، مستخدما فيما بدا مهاراته كممثل كوميدى سابق.
ويأتى مجئ زيلينسكى إلى واشنطن بعد سيطرة الحزب الجمهورى على مجلس النواب، وهو الحزب الذى يساور أعضائه شكوك مستمرة من جدوى المساعدات العسكرية لكييف، ومن احتمالية تعرضها للسرقة فى بلد ذو تاريخ فى ملف الفساد المالى وفقا لوجهة نظرهم.
وحرص زيلينسكى على تذكير المشككين بأهمية الحرب المشتعلة، مستدعيا أمثلة تاريخية من الحرب العالمية الثانية، ومجابهة الجيش الأميركى لقوات هتلر فى أجواء مغلفة بالصقيع فى أوروبا أربعينيات القرن الماضى، حيث شبه صراع جنوده بأوكرانيا مع قوات بوتين فى شتااء ديسمبر القارس بتلك المعارك التى خاضتها الولايات المتحدة ضد القوات النازية فى الحرب العالمية الثانية لحماية ما وصفه بالديمقراطية.
وتطرق زيلينسكى إلى كثافة استخدام الجيش الروسى للطائرات المسيرة المجلوبة من إيران، لافتا إلى انتقادات واشنطن الأخيرة لطهران جراء انتشار مزاعم لمساعدة الأخيرة لروسيا فى حربها ضد كييف. وأثارت نهاية خطاب زيلينسكى الحماسية عاصفة من التصفيق من قبل أعضاء مجلس النواب بحزبيه الجمهورى والديمقراطى، حيث تمنى “سنة سعيدة منتصرة للجميع!”، فى إشارة توثق عرى الصلة بين حرب بلاده مع روسيا وبين أعياد الكريسماس الحالية.