روسيا تتحدى الناتو بهجوم صاروخي أسرع من الصوت على أوكرانيا

روسيا تختبر صاروخها الأسرع من الصوت “أوريشنيك” في ضربة على أوكرانيا: رسائل متعددة ومخاوف عالمية

وكالة أسنا للأخبار ASNA – في 21 نوفمبر/تشرين الثاني، أطلقت روسيا صاروخًا جديدًا أسرع من الصوت، يُزعم أنه من طراز “أوريشنيك”، نحو مدينة دنيبرو الأوكرانية، مما أثار ردود فعل عالمية تراوحت بين القلق والحذر. ووفقًا للرئيس فلاديمير بوتين، فإن هذا الصاروخ يسافر بسرعة تفوق سرعة الصوت بعشر مرات (ماخ 10)، مما يجعل اعتراضه شبه مستحيل.

تفاصيل الإطلاق والجدل المحيط به

تم تصوير الصاروخ وهو يحلق فوق الأراضي الروسية قبل أن يصيب هدفه في دنيبرو، مما أدى إلى لحظات من الذعر في كل من الولايات المتحدة وأوروبا. ظنّت القوى الغربية في البداية أن روسيا قد تستخدم أسلحة نووية ضد أوكرانيا، حيث لم تقدم روسيا سوى تحذير محدود قبل الإطلاق.

إخطار محدود للولايات المتحدة: وفقًا للمصادر، أخطرت روسيا الولايات المتحدة قبل الإطلاق بنحو 30 دقيقة، لكنها لم تقدم تفاصيل دقيقة عن نوع الصاروخ أو مكان استهدافه داخل أوكرانيا. هذا الالتزام البروتوكولي كان كافيًا لاستبعاد أن الصاروخ يستهدف الولايات المتحدة أو حلفاء الناتو، لكنه لم يهدئ المخاوف تمامًا.

ردود الفعل الأولية: لوهلة قصيرة، أعتقد الغرب أن الهجوم قد يكون نوويًا. لم يتأكد أن الصاروخ تقليدي إلا بعد تقييم الأضرار التي لحقت بمدينة دنيبرو، التي لم تُمحَ من على الخريطة، مما هدّأ المخاوف النووية.

ردود فعل الكرملين وتصريحات الغرب

أكد أندري كارتابولوف، رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما، أن على الغرب أن “يخاف ويرتعد” من القدرات الروسية الجديدة. وشدد على أن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ستستمر حتى تحقيق جميع أهدافها. ومع ذلك، لم تحقق الضربة التأثير السياسي والعسكري الذي كانت تأمله موسكو:

  1. الغرب يلتزم بالهدوء: بدلاً من إثارة الذعر أو بدء مفاوضات سلام، حافظ الغرب على هدوئه الاستراتيجي.
  2. ردود فعل أوكرانيا: استمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في انتقاد روسيا، متهمًا بوتين بأنه “لا يريد جارًا طبيعيًا”.

تداعيات الضربة والرمزية العسكرية

بحسب المحللين في وسائل إعلام غربية مثل CNN وDer Spiegel، فإن الهجوم كان رمزيًا أكثر منه استراتيجيًا، ويهدف إلى استعراض القوة أكثر من تحقيق نتائج عسكرية ملموسة. يعتقد البعض أن روسيا تسعى من خلال هذه التحركات إلى إثارة المخاوف من استخدام أسلحة نووية دون تجاوز الخطوط الحمراء فعليًا.

أهمية الرد الغربي

رغم الجدل، يثبت الرد الغربي المتماسك أهمية اتباع موقف حازم تجاه التصعيد الروسي. تاريخيًا، أظهرت روسيا (سواء كإمبراطورية، أو اتحاد سوفييتي، أو اتحاد روسي حالي) ميلًا للتراجع أمام مواقف الغرب الحازمة.

اجتماع أوكرانيا-الناتو

لمناقشة تداعيات استخدام هذا الصاروخ الجديد، من المقرر عقد اجتماع طارئ لمجلس أوكرانيا-الناتو في 26 نوفمبر/تشرين الثاني. سيبحث الاجتماع سبل الردع والتعامل مع تهديدات الصواريخ الروسية الجديدة.

بينما تتلاعب روسيا بورقة التصعيد النووي لإثارة القلق، يبدو أن الغرب وأوكرانيا يواجهان هذا التحدي بثبات. ورغم محاولات الكرملين لترهيب المجتمع الدولي، فإن الردود المنسقة تشير إلى أن التهديدات الروسية تفقد قدرتها على التأثير. الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار الحرب في أوكرانيا، وسط تصاعد التوترات والتكهنات.

Join Whatsapp