التوغل البري الإسرائيلي داخل لبنان وتصاعد الأزمة في الشرق الأوسط
في ظل توترات مستمرة بين إسرائيل وحزب الله، شهد جنوب لبنان تصعيدًا جديدًا حيث أعلنت إسرائيل عن مقتل ثمانية من جنودها في معارك ضد حزب الله. هذه الخسائر تعتبر الأكبر للجيش الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية خلال العام الماضي من الاشتباكات الحدودية. يأتي هذا التوغل كجزء من حملة موسعة تستهدف الجماعة المدعومة من إيران، ويشير إلى احتمال تصاعد المواجهات مع زيادة القوات البرية والمدرعات التي تشارك في العمليات.
من جانبه، أكد حزب الله أنه نجح في صدّ القوات الإسرائيلية في عدة مناطق حدودية، مشيرًا إلى تدمير ثلاث دبابات من طراز “ميركافا” باستخدام صواريخ مضادة للدروع. وتعد هذه المواجهات أول اشتباكات برية معلنة منذ بداية التوغل الإسرائيلي الأخير إلى الأراضي اللبنانية، ما يدل على مرحلة جديدة من التصعيد في هذه المواجهة.
في هذه الأثناء، يواجه الشرق الأوسط وضعًا متوترًا للغاية بعد أن أطلقت إيران أكبر هجوم صاروخي لها على إسرائيل. في حين ادّعت إيران أن هذا الهجوم كان ردًا على مقتل قادة من حزب الله وعلى الحرب الإسرائيلية ضد حركة حماس في غزة، فإن ردود الفعل الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تثير مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع.
الولايات المتحدة تسعى للتنسيق مع إسرائيل بشأن الرد على الهجوم الإيراني، مع تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن المنطقة “على حافة السكين”. ومع تصاعد التوترات، عقد بايدن اجتماعًا مع قادة مجموعة الدول السبع الكبرى (G7) لمناقشة فرض عقوبات جديدة على طهران.
في لبنان، تتزايد المخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية، حيث أظهرت الإحصائيات الحكومية أن أكثر من 1,900 شخص لقوا حتفهم وأكثر من 9,000 آخرين جُرحوا في المعارك التي اشتعلت على مدار عام من القصف والاشتباكات الحدودية. كما تم تهجير حوالي 1.2 مليون لبناني بسبب القصف الإسرائيلي، في حين تستمر الهجمات الجوية على معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
الحكومة اللبنانية، بقيادة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، تعاني من صعوبات كبيرة في التعامل مع الأزمة المتفاقمة، في حين يجد المدنيون أنفسهم في مأساة مستمرة.