في الأيام الأخيرة، أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل حول “حزب الله”، مما أثار اهتمام الصحفيين والمراقبين في لبنان. أدرعي زعم أن “حزب الله” يخفي ملجأ تحت الأرض في بيروت، وتحديدًا بالقرب من “مستشفى الساحل”، يحتوي على أكثر من نصف مليار دولار نقدًا وذهبًا. وفقًا لمعلوماته، فإن أحد مداخل هذا الملجأ يقع في الجهة الشرقية من “عمارة الأحمدي” جنوبي المستشفى، على عمق طابقين تحت الأرض.
البيان الذي نشره أدرعي دعا الصحفيين للتحقيق في هذه المزاعم واكتشاف المدخل الذي قد يكون مخفيًا بوسائل متعددة، محذرًا من صعوبة العثور عليه. وادعى أن هذه الأموال تعود في الأصل إلى الشعب اللبناني، ملمحًا إلى أن “حزب الله” يستخدمها لتحقيق مصالحه الخاصة بعيدًا عن مصلحة الشعب.
الخلفية والدلالات
هذه الاتهامات تأتي في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل و”حزب الله”، حيث يسعى أدرعي في تصريحاته إلى تشويه صورة الحزب في أعين اللبنانيين والعالم العربي، موجهًا التركيز نحو التمويل السري والعمليات المالية الغامضة للحزب.
الملفت في هذه التصريحات هو توقيتها، حيث جاءت بالتزامن مع جولات إعلامية نظمها صحفيون لبنانيون في منطقة بيروت، ما يزيد من إثارة الشكوك حول صحة هذه المزاعم والغاية الحقيقية منها. يرى البعض أن هذه الخطوة قد تكون جزءًا من حملة دعائية تهدف إلى تشويه سمعة “حزب الله” محليًا ودوليًا، في محاولة لتقويض دعم الحزب في لبنان، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية الحرجة التي تعيشها البلاد.
الردود المحتملة من “حزب الله” والمشهد السياسي
حتى الآن، لم يصدر “حزب الله” أي رد رسمي على مزاعم أدرعي، لكن من المتوقع أن ينكر الحزب هذه الاتهامات أو يتعامل معها ببرود، كما هو الحال مع العديد من التصريحات السابقة من الجانب الإسرائيلي. قد يسعى الحزب أيضًا إلى تقديم رد عبر وسائل إعلامه الخاصة، مشددًا على أنه يتعرض لحملة تشويه منظمة من قبل إسرائيل.
بغض النظر عن حقيقة هذه الادعاءات، فإن تصريحات أدرعي تعكس تعميق الحرب الإعلامية بين الجانبين، حيث بات الإعلام أداة رئيسية في الصراع المستمر.