ادانات للتصعيد الإسرائيلي على لبنان

وكالة أسنا للأخبار ASNA – غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت: تفاصيل الهجوم والمواقف الدولية والمحلية

شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت تصعيدًا ميدانيًّا غير مسبوق إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى سكني في منطقة الجاموس، بالقرب من جامع القائم. الهجوم، الذي نُفذ بواسطة طائرة مسيرة، أسفر عن استشهاد 14 شخصًا وإصابة 66 آخرين، وفقًا لما أعلنت عنه وزارة الصحة العامة اللبنانية. الهجوم زعم استهدافه قيادات بارزة في حزب الله، بمن فيهم قائد فرقة الرضوان إبراهيم عقيل، بالإضافة إلى مسؤولين فلسطينيين، وفقًا للتقارير الإسرائيلية.

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لا تزال الضاحية تعيش حالة من الفوضى مع استمرار عمليات البحث عن المفقودين وسط أنقاض المباني المدمرة. وقد أثارت هذه الغارة حالة من الهلع بين السكان، الذين باتوا يترقبون المزيد من التصعيد في ظل التوترات الإقليمية القائمة.

تصريحات إسرائيلية وتطورات دولية

وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت صرح عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا) بأن الضاحية الجنوبية لبيروت لم تعد مستثناة من عمليات إسرائيل الأمنية، مشددًا على أن العمليات ستستمر حتى تحقيق هدف إعادة سكان شمال إسرائيل إلى ديارهم بسلام. تصريحات غالانت جاءت في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله، مما يزيد من احتمال اندلاع حرب شاملة بين الطرفين.

البيت الأبيض أصدر بيانًا يعبر فيه عن قلقه إزاء التصعيد، مؤكداً أن الولايات المتحدة تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لمنع تفاقم الأزمة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي جون كيربي نفى علمه بأي إخطار إسرائيلي للولايات المتحدة قبل شن الغارات على بيروت، وأكد على ضرورة توخي الحذر من السفر إلى لبنان.

الرئيس الأمريكي جو بايدن أعرب عن رغبته في العمل على إتاحة عودة السكان في جنوب لبنان وشمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان، وأكد أن فريقه يعمل بجد مع مختلف الجهات الاستخباراتية والدبلوماسية لتحقيق ذلك.

المواقف الإيرانية والسورية

السفارة الإيرانية في لبنان أدانت الغارة ووصفتها بأنها “تجاوز لكل الحدود”، في حين نفت مصادر إيرانية صحة التقارير التي أفادت بمقتل نائب قائد فيلق القدس محمد رضا فلاح زاده في الهجوم.

على صعيد آخر، شجبت الحكومة السورية الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان، معتبرةً إياها جريمة حرب ودليلًا على “وحشية” الكيان الصهيوني. كما انتقدت دعم الولايات المتحدة والغرب لإسرائيل، مؤكدةً وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني في مقاومة هذه الاعتداءات.

ردود الفعل اللبنانية

محليًا، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، حيث عبّر الأخير عن تضامنه مع أهالي الضحايا وأدان العدوان الإسرائيلي. كما أصدرت حركة حماس بيانًا أدانت فيه الغارة الإسرائيلية على الضاحية، مؤكدة أن هذه الهجمات تشكل تصعيدًا غير مقبول.

من جانبه، أعلن وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي عن عقد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الداخلي المركزي لبحث التطورات الأمنية الجديدة، فيما تستعد الحكومة اللبنانية لاتخاذ تدابير إضافية لمواجهة التصعيد.

الخلاصة

تشهد المنطقة تصعيدًا خطيرًا بين إسرائيل وحزب الله، مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب شاملة. في ظل التوترات المتصاعدة والمواقف الدولية المتباينة، تبقى الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات، وسط جهود دبلوماسية دولية لاحتواء الأزمة ومنع تفاقمها إلى نزاع أكبر.

Join Whatsapp