تشهد الساحة الإعلامية في لبنان وضعًا حرجًا ومتأزمًا؛ حيث يواجه الإعلاميون تهديدات خطيرة بسبب آرائهم وتغطيتهم للأحداث الساخنة في البلاد. فقد تعرضت الإعلامية اللبنانية إيمان شويخ للتهديد، ما أجبرها على اتخاذ قرار بترك قناة MTV. وأوضحت شويخ في منشور على منصة X أن التهديدات التي تلقتها تضمنت تهديدات بالقتل ومضايقات تعقبها حتى إلى منزلها، بالإضافة إلى مضايقة أسرتها. في ظل غياب الدولة وفقدان القوانين لقدرتها على الحماية، فضّلت شويخ الابتعاد عن الساحة الإعلامية حفاظًا على حياتها وحياة أسرتها، وشكرت رئيس مجلس إدارة قناة MTV الأستاذ ميشال المر لدعمه.
وفي تغريدة سابقة، كشفت شويخ عن تلقيها اتصالًا تهديديًا وصفته بأنه جبان، وعلقت على ذلك بأنها رغم التهديدات لا تزال عازمة على تقديم شكوى لملاحقة المعتدين، مشيرة إلى أن هذه التهديدات تأتي من أشخاص لا يملكون الشجاعة، خصوصًا عندما يستهدفون الصحفيين والنساء. أكدت أن الشخص الذي هدَّدها لا يعبر عن مبادئ حقيقية، بل يسعى لتحقيق مصالحه على حساب معاناة الشعب اللبناني الذي يعاني يوميًا من أحداث مأساوية.
كما ناشدت شويخ المملكة العربية السعودية للتدخل في الشأن اللبناني، معتبرةً أن الرياض قادرة على إرشاد الساسة اللبنانيين لبناء دولة قوية، وطالبت بتخفيف النفوذ الإيراني الذي يزجّ بلبنان في حروب محاور إقليمية دمرت الشعب اللبناني وجلبت له المعاناة.
من جانبه، واجه الإعلامي هشام حداد تهديدات مماثلة بعد نشره فيديو عن الحرب بين حزب الله وإسرائيل، وهو ما أكده في مقابلة مع الإعلامي طوني خليفة على قناة المشهد. ذكر حداد أنه وعائلته تعرضوا لتهديدات وتنمّر، مؤكدًا أنه استعرض الفيديو الذي نشره مرارًا ولم يجد فيه ما يستدعي الهجوم. وشدد على أن الفيديو كان يتحدث عن الثمن الباهظ الذي تدفعه لبنان بسبب هذه الحرب، في إشارة إلى دمار الأرواح والبنية التحتية. أضاف أن رفض التحدث عن الخسائر الفادحة يعكس عقلية متعصبة تفضل الانتحار على تحقيق النصر.
تأتي هذه التهديدات في ظل تصاعد الأحداث في لبنان، حيث أدى العدوان الإسرائيلي الأخير إلى تدمير قرى ومناطق واسعة، خاصة في الجنوب. وأسفر ذلك عن تشريد مئات الآلاف من اللبنانيين مع غياب تام للدولة في تأمين أي دعم أو حماية للمواطنين. ووسط الدمار وفقدان المنازل، يقترب فصل الشتاء دون وجود أي بوادر لوقف إطلاق النار، مما يضع الإعلاميين الذين يسعون لإيصال هذه المعاناة إلى العالم أمام ضغوط شديدة وتهديدات مباشرة.
إن تصاعد التهديدات ضد الإعلاميين في لبنان يلقي بظلال قاتمة على حرية الصحافة والتعبير، ويضع مستقبل الإعلام المستقل على المحك في بلد يعاني من أزمات سياسية واجتماعية وأمنية خانقة.