الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
وكالة أسنا للأخبار ASNA – شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الأساسي لحزب الله، سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت مقار ومخازن أسلحة للحزب وفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية. هذه الغارات تأتي في سياق التصعيد المستمر بين إسرائيل وحزب الله، في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من التوتر المتزايد بين القوى الإقليمية والدولية.
وفقًا لتقارير من وسائل إعلام إسرائيلية ودولية، كانت الغارات تستهدف البنية التحتية العسكرية للحزب، بما في ذلك منصات إطلاق الصواريخ ومستودعات الأسلحة. وقالت قيادة الجيش الإسرائيلي إن هذه العمليات تهدف إلى تقويض قدرات حزب الله العسكرية، وأشارت إلى أن استهداف مقر قيادة الحزب قد يؤدي إلى تغيير في توازن القوى في المنطقة، بل وحتى تصعيد كبير قد يشمل دولًا أخرى مثل إيران وسوريا.
التداعيات الدولية للتصعيد
ذكرت تقارير صحفية عن بوليتيكو أن كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أعربوا عن قلقهم من أن استهداف مقر قيادة حزب الله قد يؤدي إلى تصعيد كبير. أبدى بايدن استيائه من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتهمه بتقويض جهود السلام مع حماس وحزب الله. وبحسب ما ورد، يشعر بايدن بالإحباط من السياسات الإسرائيلية التي تعزز التوترات في المنطقة وتعرقل الجهود الدبلوماسية لتهدئة الأوضاع.
ورغم الجهود الأمريكية لاحتواء الموقف، إلا أن الغارات الإسرائيلية تواصلت، وشملت عدة مناطق في جنوب لبنان، بما في ذلك مدينة صور ومنطقة البقاع. وقد أُعلن عن تدمير عدد من المواقع التي يشتبه في استخدامها من قبل حزب الله لتخزين الأسلحة وإطلاق الصواريخ.
الأهداف العسكرية الإسرائيلية
أكد الجيش الإسرائيلي أن الغارات الأخيرة استهدفت منصات إطلاق الصواريخ ومخازن أسلحة في الضاحية الجنوبية، وادعى أيضًا استهداف قادة رئيسيين في الحزب، من بينهم قائد الوحدة الصاروخية لحزب الله في جنوب لبنان ونائبه، اللذين تم القضاء عليهما في العملية. وذكر مسؤول إسرائيلي لصحيفة نيويورك تايمز أن استهداف حسن نصر الله كان ضمن الخطط، ولكن لم يتأكد حتى الآن ما إذا كان قد أصيب أو قتل.
من جانب آخر، ذكرت بلومبرغ أن إيران قد ترغب في الرد على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت بيروت، مما يزيد من احتمال تصعيد إقليمي قد يمتد إلى دول أخرى في المنطقة مثل العراق واليمن.
ردود فعل حزب الله والحكومة اللبنانية
نفى حزب الله صحة الادعاءات الإسرائيلية بشأن وجود مخازن أسلحة في المباني المدنية التي استهدفتها الغارات، واصفًا هذه الادعاءات بأنها “ذرائع لتبرير القصف”. من جانبه، أكد وزير النقل اللبناني علي حمية أن مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت هو مطار مدني بامتياز، مشددًا على أن أي هبوط لطائرات عسكرية فيه يخضع لموافقة الجيش اللبناني.
تجدر الإشارة إلى أن الغارات الإسرائيلية شملت مناطق واسعة في الضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحدث والليلكي والشويفات. كما أُبلغ عن سلسلة غارات متتالية استهدفت الضاحية والبقاع الشرقي.
التداعيات الإنسانية
أسفرت الغارات عن أضرار مادية كبيرة في الضاحية الجنوبية، خاصة في الأحياء المكتظة مثل برج البراجنة، حيث دعا الجيش الإسرائيلي إلى إخلاء المباني هناك، مما يثير مخاوف من احتمال وقوع المزيد من الهجمات. وفي ضوء هذا التصعيد، نصحت الخارجية الأمريكية مواطنيها بتجنب السفر إلى لبنان، ودعت الموجودين هناك إلى المغادرة الفورية.
التوتر الإقليمي
مع استمرار القصف الإسرائيلي وتصاعد التوتر، حذرت إيران من أن الهجوم على بيروت يمثل “جريمة حرب” ويشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي. ودعا وزير الخارجية الإيراني إلى اتخاذ إجراءات دولية لوقف الهجمات الإسرائيلية. كما عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق، حيث أشار جوزيب بوريل، ممثل السياسة الخارجية للاتحاد، إلى أن جميع الجهود الدبلوماسية تُبذل لوقف إطلاق النار، لكنه أعرب عن تشاؤمه بشأن قدرة المجتمع الدولي على إيقاف التصعيد في ظل تعنت إسرائيل.