واشنطن تريد الاستفادة من ضربة إسرائيل لحزب الله للدفع باتجاه انتخاب رئيس لبناني
في ظل التطورات الأخيرة في لبنان، تسعى الولايات المتحدة إلى استغلال الضربة القاسية التي وجهتها إسرائيل لقيادة حزب الله وبنيته التحتية للدفع نحو انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية خلال الأيام المقبلة. هذه الخطوة تأتي بعد أن ظل لبنان دون رئيس لما يقرب من عامين، وهو ما زاد من حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.
إضعاف حزب الله والقضاء على قوته العسكرية
وفي الأسابيع الأخيرة، نفذت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت قادة حزب الله، بما في ذلك زعيمه حسن نصر الله وعدد من كبار القادة العسكريين في الحزب. وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل أكثر من 1,100 شخص في لبنان، من بينهم نساء وأطفال، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية. ورغم عدم إعلان الحزب عن عدد القتلى في صفوفه، تشير التقارير إلى أن الضربات أضعفت الحزب بشكل كبير.
منذ نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022، والذي كانت له علاقات وثيقة مع حزب الله، فشل البرلمان اللبناني في التوصل إلى توافق حول انتخاب رئيس جديد. كان حزب الله يعارض أي مرشح لا يكون حليفًا له، مثل سليمان فرنجية، مما ساهم في تعطيل الجهود المبذولة لانتخاب رئيس. ومع وفاة نصر الله وتراجع نفوذ الحزب، ترى إدارة بايدن فرصة سانحة لتقليص تأثير حزب الله على النظام السياسي اللبناني.
المرشح الاقوى للرئاسة في لبنان
يُعد الجنرال جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني، أحد المرشحين البارزين للرئاسة ويحظى بدعم الولايات المتحدة وفرنسا. ومن المتوقع أن يلعب الجيش اللبناني دورًا محوريًا في أي تسوية سياسية بعد انتهاء الصراع الحالي.
تشدد الولايات المتحدة على أهمية انتخاب رئيس جديد غير مرتبط بحزب الله، وذلك كخطوة أولى نحو استقرار لبنان. وتأتي هذه الجهود في ظل توقف بعض المبادرات الدبلوماسية السابقة التي كانت تهدف إلى تحقيق تسوية سياسية. وأعرب رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي مؤخرًا عن رغبته في التقدم بخطة دبلوماسية وضعتها الولايات المتحدة في يونيو، إلا أن المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين أوضح أن هذه الخطة لم تعد قابلة للتطبيق بسبب التغيرات التي طرأت على الأوضاع الميدانية.
تحديات في الافق
ورغم كل التحديات، فإن انتخاب رئيس جديد أصبح ضرورة ملحة في ظل الضغوط المحلية والدولية، مع تركيز الجهود على تشكيل حكومة جديدة ومعالجة التوترات على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.