تزايدت المخاوف من احتمال قيام إيران بشن هجوم على إسرائيل انتقاماً لاغتيال إسماعيل هنية، القيادي البارز في حركة حماس. ففي ظل التوترات المستمرة بين البلدين، تبرز هذه العملية كعامل محفز جديد قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة.
يُعتبر إسماعيل هنية أحد الشخصيات القيادية في حركة حماس، والتي تتخذ من قطاع غزة مقرًا لها وتُصنَّف كمنظمة إرهابية من قبل إسرائيل والعديد من الدول الغربية. وعلى الرغم من المحاولات المتكررة لتهدئة الأوضاع، فإن مقتل هنية يمكن أن يُشعل فتيل ردود فعل عنيفة من جانب حماس وحلفائها، وعلى رأسهم إيران.
تاريخياً، لطالما دعمت إيران حماس بالتمويل والتسليح، مؤكدةً على تحالفها مع المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل. ومع اغتيال هنية، قد ترى طهران في ذلك ضربة مباشرة لحلفائها ومصالحها في المنطقة، مما يعزز فرضية الرد العسكري المحتمل.
وفي هذا السياق، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أعضاء مجموعة السبع أن إيران تعتزم شن هجوم على إسرائيل خلال الـ24 إلى 48 ساعة القادمة. هذه التحذيرات الأمريكية تزيد من حدة التوتر وتضع المنطقة على شفا مواجهة قد تكون غير مسبوقة في حدتها.
ويأتي هذا الاحتمال في سياق تحذيرات عديدة من قادة إيران بشأن ردود فعل “مدمرة” في حال استهداف حلفائهم أو مصالحهم. وفي ظل تصاعد التوترات الإقليمية، فإن أي رد إيراني قد يتخذ أشكالاً متعددة، من ضربات صاروخية إلى هجمات إلكترونية أو حتى عمليات اغتيال مستهدفة.
المحللون العسكريون يشيرون إلى أن إسرائيل تتأهب لكافة السيناريوهات، بما في ذلك ضربات انتقامية قد تستهدف منشآت حيوية أو قيادات إسرائيلية. وتعزز إسرائيل إجراءاتها الأمنية والدفاعية تحسباً لأي هجوم محتمل، في حين تواصل أجهزة الاستخبارات مراقبة التطورات على الأرض.
من جانبها، دعت العديد من الدول الغربية إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، محذرةً من أن أي مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل قد تجر المنطقة إلى حالة من الفوضى والعنف، لن تكون تداعياتها محصورة في الشرق الأوسط فحسب، بل قد تمتد إلى الساحة الدولية.
يبقى السؤال الآن حول مدى جدية التهديدات الإيرانية، وكيف ستتعامل إسرائيل مع هذا الوضع الحرج. في حين تواصل الأطراف المعنية محاولاتها لاحتواء الأزمة، يبقى الخوف من انفجار الموقف قائماً، مما يجعل المنطقة على حافة بركان قد ينفجر في أي لحظة.