وكالة أسنا للأخبار ASNA – في ظل التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان، شهدت المنطقة الحدودية اليوم سلسلة من المعارك والاشتباكات التي أدت إلى وقوع إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي واللبناني. يأتي هذا التصعيد في سياق الأحداث المستمرة التي تتزامن مع المواجهات العسكرية وعمليات القصف المتبادل بين الطرفين.
إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي
أعلنت مصادر إسرائيلية أن ضابطًا وجنديًا من الكتيبة 9220 التابعة للواء عتسيوني 6 أصيبا بجروح خطيرة نتيجة استهدافهما بصواريخ مضادة للدروع في جنوب لبنان. بينما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الحادثة وقعت في وقت سابق اليوم خلال معارك عنيفة جرت في المنطقة الحدودية. ووفقًا للتقارير، أصيب الضابط والجندي في حادثتين منفصلتين مما يشير إلى حجم التوتر والتصعيد الحاصل على الحدود الجنوبية للبنان.
استهداف متواصل للمواقع الإسرائيلية
حزب الله أعلن مسؤوليته عن إطلاق رشقة صاروخية نوعية استهدفت قاعدة طيرة الكرمل في جنوب حيفا، ما يعكس استمرار حزب الله في استخدام الصواريخ الدقيقة ضد الأهداف العسكرية الإسرائيلية. وقد شهدت المناطق الشمالية من إسرائيل، خاصة في بلدة شتولا الواقعة في القطاع الغربي من الحدود، إطلاق صفارات الإنذار تحذيرًا من هجمات محتملة. هذه التطورات جاءت في ظل تأكيد الجيش الإسرائيلي بأن جنودًا آخرين أصيبوا في وقت سابق اليوم نتيجة قصف مكثف بصواريخ مضادة للدروع، في تصعيد يرفع من احتمالية حدوث مواجهات أوسع بين الطرفين.
إجلاء الجنود واستهداف قوات حفظ السلام
في ظل هذه المعارك، أعلن الجيش الإسرائيلي عن عملية إجلاء جنوده المصابين بأمان، وأكد أن إطلاق النيران لم يشكل خطرًا على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) المتمركزة على الحدود. ومع ذلك، تحركت دبابتان إسرائيليتان نحو موقع تابع لليونيفيل قبل أن تنسحبا، مما يسلط الضوء على التوترات المعقدة بين القوات الإسرائيلية والقوات الدولية المتمركزة في المنطقة.
الردود الأمريكية والتدخلات الخارجية
في ظل هذا التصعيد، جاء إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إرسال منظومة “ثاد” للدفاع الصاروخي إلى إسرائيل للدفاع عنها، في خطوة تعكس التزام الولايات المتحدة بحماية إسرائيل وسط تصاعد التوترات. هذه المنظومة تعد من الأنظمة المتقدمة التي تهدف إلى تعزيز قدرات إسرائيل الدفاعية في مواجهة التهديدات المتزايدة.
اعتداءات على الجيش اللبناني
من جهة أخرى، أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان رسمي أن القوات الإسرائيلية استهدفت آليتين عسكريتين في بلدة برج الملوك بمنطقة مرجعيون، أثناء قيام الجيش اللبناني بنقل جرافة لاستخدامها في فتح الطرقات المتضررة جراء القصف الإسرائيلي. وأسفر الهجوم عن إصابة ثلاثة عسكريين لبنانيين، ما يبرز معاناة القوات اللبنانية جراء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على البنية التحتية في جنوب لبنان.
استمرار التصعيد
تشير هذه الأحداث إلى أن الوضع على الحدود بين إسرائيل ولبنان قد يتجه نحو مزيد من التصعيد، خاصة في ظل الخسائر المتزايدة من الطرفين وتدخل الأطراف الدولية. مع استمرار حزب الله في استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية، وإصرار إسرائيل على الرد بقوة، فإن المنطقة قد تشهد تصعيدًا خطيرًا خلال الأيام القادمة، مما يستدعي تحركات دبلوماسية عاجلة لتجنب نشوب حرب أوسع في المنطقة.
