تصاعدت حدة التوتر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية بعد إطلاق صواريخ من جنوب لبنان نحو إسرائيل، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تنفيذ ضربات جوية ومدفعية مكثفة على عدة مناطق جنوبية. ويثير هذا التصعيد مخاوف من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة عسكرية واسعة، في ظل تحركات دبلوماسية لمحاولة احتواء الأزمة.

وكالة أسنا للأخبار ASNA – تصاعدت حدة التوتر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية بعد إطلاق صواريخ من جنوب لبنان نحو إسرائيل، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تنفيذ ضربات جوية ومدفعية مكثفة على عدة مناطق جنوبية. ويثير هذا التصعيد مخاوف من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة عسكرية واسعة، في ظل تحركات دبلوماسية لمحاولة احتواء الأزمة.

تفاصيل التصعيد الميداني

إطلاق صواريخ ورد إسرائيلي عنيف

شهد صباح اليوم إطلاق عدة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الرد عبر القصف المدفعي والغارات الجوية. وأفادت مصادر إسرائيلية أن الدفاعات الجوية أطلقت ثلاثة صواريخ اعتراضية باتجاه أهداف جوية، فيما لم يتم تأكيد ما إذا كان الاعتراض ناجحًا أم لا.

وعلى الفور، بدأ الجيش الإسرائيلي قصفًا مدفعيًا استهدف “حارة العين” في بلدة يحمر الشقيف، كما تم استهداف مدينة الخيام بثلاث قذائف من دبابة ميركافا. وشملت العمليات العسكرية الإسرائيلية إطلاق رشقات رشاشة باتجاه بلدة كفركلا، إضافة إلى تمشيط واسع في القطاع الشرقي من الجنوب باستخدام الأسلحة الرشاشة، لا سيما من تلة حمامص باتجاه حولا ومركبا.

غارات جوية مكثفة على الجنوب اللبناني

في تصعيد خطير، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات على مواقع متعددة، أبرزها:

  • بلدة تولين
  • إقليم التفاح
  • مرتفعات الريحان
  • الجبور
  • كفرحونة

وأفادت وزارة الصحة اللبنانية عن سقوط جريحين جراء الغارات على بلدة كفركلا، فيما لا تزال الغارات مستمرة على مرتفعات إقليم التفاح ومحيط النبطية، وسط تخوف من ارتفاع عدد الضحايا.

المواقف السياسية والدبلوماسية

تصريحات إسرائيلية تصعيدية

توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بعدم السماح “بحقيقة إطلاق النار من لبنان على البلدات الإسرائيلية”، مشددًا على أن الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد.

من جانبه، عبّر رئيس مستوطنة “المطلة” عن استيائه من الأوضاع الأمنية، مؤكدًا أن 90% من سكان المستوطنة لم يعودوا إليها منذ وقف إطلاق النار، وطالب الحكومة الإسرائيلية بالتركيز على تعزيز الأمن بدلًا من الانشغال بقضايا سياسية أخرى.

موقف الحكومة اللبنانية وتحركات دولية

في المقابل، طلب رئيس الوزراء اللبناني من وزير الدفاع اتخاذ “الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة” لاحتواء الوضع. كما حذر نواف سلام، ممثل لبنان لدى الأمم المتحدة، من مخاطر التصعيد العسكري، مشددًا على ضرورة منع انزلاق البلاد إلى حرب جديدة.

وفي سياق متصل، أكدت مصادر دبلوماسية أن هناك اتصالات مكثفة مع اللجنة الخماسية لمحاولة منع إسرائيل من توسيع عملياتها العسكرية في لبنان. كما طالب نواف سلام ممثلة الأمم المتحدة في لبنان بزيادة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة.

وفي خطوة احترازية، أعلنت قوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان عن اتخاذ تدابير وقائية تحسبًا لأي قصف إسرائيلي محتمل.

تحقيقات جارية بشأن إطلاق الصواريخ

حتى الآن، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، فيما أفادت مصادر عسكرية لبنانية بأن الجيش اللبناني يجري تحقيقًا مكثفًا لمعرفة الجهة التي أطلقت الصواريخ وما إذا كانت لبنانية.

كما أشارت مصادر أمنية إلى أن الجيش اللبناني عثر على منصات إطلاق بدائية الصنع استخدمت في الهجوم، ما يزيد من احتمالية أن تكون العملية نفذت من قبل جهة غير نظامية.

احتمالات التصعيد

رغم المساعي الدبلوماسية لاحتواء الوضع، لا تزال الأجواء متوترة، خاصة في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان. ومع تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تؤكد نيتهم الرد بقوة، فإن احتمالات تصاعد المواجهة تبقى قائمة، ما يهدد بانفجار جديد على الجبهة اللبنانية-الإسرائيلية.

Join Whatsapp