حول اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل
أعلنت مصادر إسرائيلية أن الكابينيت السياسي-الأمني سيعقد اجتماعًا غدًا الثلاثاء لمناقشة تفاصيل اتفاق تم التوصل إليه مع لبنان، يهدف إلى وقف إطلاق النار في النزاع مع حزب الله. وأفادت التقارير بأن نص الاتفاق النهائي قد أُعد، وأن الوسيط الأمريكي، آموس هوشستين، حصل على الضوء الأخضر من إسرائيل للمضي قدمًا في الاتفاق.
تفاصيل الاتفاق والاستعدادات
ذكرت وكالة “رويترز” أن الولايات المتحدة أبلغت المسؤولين اللبنانيين بإمكانية الإعلان عن وقف إطلاق النار “خلال ساعات”. في المقابل، عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جلسة تشاور أمني محدودة ركزت على حرية تحرك الجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود بين سوريا ولبنان في حال حدوث انتهاك للاتفاق. وأفادت تقارير بأن واشنطن قدمت ضمانات لإسرائيل بهذا الشأن.
رغم ذلك، صرّح مصدر أمني بأن عدم التوصل إلى اتفاق قريب قد يؤدي إلى “دفع الدولة اللبنانية ثمنًا كبيرًا”. ومع ذلك، أشار مصدر في الحكومة الإسرائيلية إلى أن “الضوء الأخضر النهائي للاتفاق لم يُعطَ بعد”، حيث لا تزال هناك قضايا قيد النقاش.
ردود الفعل داخل إسرائيل
شهدت إسرائيل ردود فعل متباينة حول الاتفاق المتوقع، حيث عارضه عدد من المسؤولين والسياسيين. انتقد رئيس بلدية كريات شمونة، أفيخاي شتيرن، الاتفاق واصفًا إياه بأنه “استسلام” لحزب الله، ودعا الحكومة إلى إعادة النظر حفاظًا على أمن سكان الشمال. وأشار إلى أن الاتفاق قد يؤدي إلى تكرار هجوم مشابه لهجوم السابع من أكتوبر على الحدود الشمالية.
من جانبه، أعرب وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، عن معارضته للاتفاق واصفًا إياه بـ”الخطأ الجسيم”، لكنه لم يهدد بالانسحاب من الائتلاف الحكومي. كما عبّر وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، عن استيائه قائلًا إن الاتفاق “لا يساوي الورق الذي كتب عليه”.
موقف الجيش الإسرائيلي
على صعيد آخر، أوضح الجيش الإسرائيلي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الوقت الحالي مناسب لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى تحقيق أهداف استراتيجية، مثل تدمير البنية التحتية لحزب الله على الحدود وتقليص قدراته الصاروخية بشكل كبير. ومع ذلك، شدد الجيش على جاهزيته لتوسيع عملياته في حال فشل الاتفاق.
خلفية النزاع
اندلع الصراع مع حزب الله عقب هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص وأسر 251 رهينة. في اليوم التالي، بدأت هجمات حزب الله على الحدود الشمالية، مما أجبر عشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل على النزوح. ومنذ ذلك الحين، صعّدت إسرائيل عملياتها العسكرية في لبنان، مستهدفةً قيادات حزب الله ومواقعه الرئيسية.
التحديات والمخاوف
يبقى مستقبل الاتفاق غير واضح وسط اعتراضات سياسية وأمنية واسعة في الجانب الاسرائيلي، إذ يرى بعض المراقبين أن الاتفاق قد يُفسّر كتنازل لإسرائيل، بينما يحذر آخرون من مخاطره على أمن المناطق الحدودية وسكانها.