محاولة جبران باسيل التقرب من مسعد بولس لإسقاط العقوبات الأميركية وقصر بعبدا
وكالة أسنا للأخبار ASNA – تتزايد محاولات رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، للتقرب من مسعد بولس، رجل الأعمال اللبناني ومستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، في محاولة لإزالة العقوبات الأميركية المفروضة عليه وفتح الطريق أمامه لتحقيق طموحه في الوصول إلى قصر بعبدا. إلا أن هذه المساعي تواجه صعوبات كبيرة وسط تحفظات بولس ورفضه تقديم وعود مؤكدة بشأن تحقيق هذا الهدف.ار
لقاء في الدوحة ومحاولات غير مجدية
بحسب مصادر موثوقة، التقى باسيل بمسعد بولس في العاصمة القطرية الدوحة وطلب منه التدخل لدى الإدارة الأميركية الجديدة لإسقاط العقوبات المفروضة عليه. إلا أن بولس شدد على صعوبة تحقيق ذلك، معتبراً أن الموقف الأميركي حيال باسيل معقد للغاية، خصوصاً أن العقوبات جاءت على خلفية مزاعم فساد وعلاقة باسيل الوثيقة بحزب الله، وفق تصريحات سابقة للخارجية الأميركية.
ورغم محاولات باسيل التودد لبولس عبر وسطاء، يبدو أن العلاقة التي شابها توتر في الماضي لا تزال تلقي بظلالها على أي تقدم ممكن. يُذكر أن بولس كان مرشحاً سابقاً على لوائح التيار الوطني الحر في دائرة الكورة عام 2009، لكنه انسحب لصالح النائب الراحل فايز غصن. هذه الواقعة قد تكون سبباً إضافياً وراء التحفظ الحالي.
رهانات التيار الوطني الحر
يعول التيار الوطني الحر على دور بولس باعتباره مقرباً من الرئيس المنتخب ترامب ووالد صهره مايكل بولس، زوج ابنة ترامب الصغرى. يرى باسيل في بولس مفتاحاً للتواصل مع الإدارة الأميركية الجديدة، خصوصاً بعد إعلان باسيل نهاية تحالفه مع حزب الله وانتقاده العلني للحزب في عدة مناسبات، بما في ذلك دوره في جبهة إسناد غزة.
مواقف متباينة داخل المشهد اللبناني
في المقابل، يرى مراقبون أن محاولات باسيل لإعادة تشكيل صورته السياسية لن تلقى استجابة سريعة من الإدارة الأميركية، خصوصاً أن العقوبات جاءت نتيجة لسياسات طويلة الأمد وليست مجرد رد فعل على تحالفاته الأخيرة. من جهة أخرى، أشار النائب نعمة أفرام إلى الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه مسعد بولس في تغيير النظرة الأميركية للبنان، مشدداً على أهمية تقديم صورة دقيقة وواقعية عن الأوضاع اللبنانية.
سوء الحظ اللبناني مع ترامب
يرى بعض السياسيين اللبنانيين أن الفريق المراهن على ترامب لم يكن محظوظاً، رغم صلة القرابة التي تربط بولس بعائلة ترامب. فالرئيس الأميركي الجديد، بحسب مصادر مطلعة، لا يبدو أن لديه أولويات واضحة تجاه لبنان سوى كسب ود الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة، خصوصاً في مناطق مثل ديترويت، التي يُعتقد أن معظم سكانها من الشيعة المؤيدين لرئيس مجلس النواب نبيه بري.
يبقى مصير محاولات جبران باسيل رهناً بالتغيرات السياسية الأميركية، لكن ما هو واضح أن العقوبات لن تُرفع بسهولة، وأن مسعد بولس لن يكون قادراً، أو ربما راغباً، في تحمل هذا العبء وحده. كما أن المراهنة على الدور الأميركي في تحقيق طموحات باسيل السياسية قد تصطدم بعقبات أكبر في ظل التغيرات الإقليمية والدولية.